كشف الشاعر الراحل محمود درويش في نص له بعنوان «صمت من أجل غزة»، العديد من الأسرار حول غزة، وسبب كل هذه الوحشية الصهيونية ضدها.
وقال درويش: «لحم غزة يتطاير شظايا قذائف، لا هو سحر ولا هو أعجوبة، إنه سلاح غزة في الدفاع عن بقائها وفى استنزاف العدو، غزة جزيرة كلما انفجرت وهى لا تكف عن الانفجار، خدشت وجه العدو، وكسرت وجه العدو، وكسرت وجه أحلامه، وصدته عن الرضا بالزمن».
وأضاف درويش: «الزمن هناك لا يأخذ الطفولة إلى الشيخوخة، ولكنه يجعلهم رجالا في أول لقاء مع العدو»، متابعا: «غزة لا تتقن الخطابة، ليس لغزة حنجرة، مسام جلدها هي التي تتكلم عرقا ودما وحرائق».
وأكمل: «غزة هي الدرس الوحشي والنموذج المشرق للأعداء والأصدقاء على السواء، وليس شاطئها أشد زرقة من شواطئ المدن العربية، وليس برتقالها أجمل برتقال على حوض البحر الأبيض، وليست غزة أغنى المدن، وليست أرقى المدن، وليست أكبر المدن».
وأكد درويش: «قد يكسرون عظامها، قد يزرعون الدبابات في أحشاء أطفالها ونسائها، قد يرمونها في البحر أو الرمل أو الدم، ولكنها لن تكرر الأكاذيب ولن تقول للغزاة: نعم، وستستمر في الانفجار لا هو موت ولا هو انتحار، ولكنه أسلوب غزة في إعلان جدارتها بالحياة».