لا أصعب من إحصاء الشهداء في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة الفلسطيني سوى توثيق المجازر التي تستعصي لكثرتها على التسمية.
في غضون 3 أسابيع فقط، ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 700 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية، استشهد خلالها أكثر من 8005 فلسطيني (موثقة بالأسماء) بينهم 3342 طفلا و2062 سيدة و460 مسنا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وعمت المجازر البشر والحجر، وضرب الطيران الحربي والمدفعية والزوارق الحربية المنازل والبنايات والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس والشوارع وحتى مقرات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، وسويت أحياء بالأرض، وخرج سكانها من تحت الأنقاض محمولين على الأكتاف، أو تركوا تحت الأنقاض لنقص طواقم الإنقاذ والإجلاء.
وكأن كل ذلك لم يكن كافيا، فحُرم المصابون العلاج، والمرضى الدواء، والجوعى الغذاء، والأطفال أماكن الفرح، ويعيش سكان القطاع المحاصر على وقع نقص شديد في مواد التغذية والإعاشة وغياب الملاجئ وانقطاع الكهرباء ونقص المياه الصالحة للشرب وفقدان المأوى.
أحياء ومبان كاملة كأنها لم تكن، في ظل معاونة من القليل من المعدات، وتسعى أيادي المنقذين بين الركام في محاولة للوصول إلى الجثث تحت الأنقاض، لكن فرق الإنقاذ المدني نفسها تصبح هدفا للقصف الإسرائيلي.
وبينما بلغت نسبة الإشغال في مستشفيات قطاع غزة 170%، فإن المساعدات التي وصلت حتى الآن ليست سوى أكفان وضمادات، ولا يمكنها بأي حال من الأحوال سد حاجة المنظومة الصحية، كما يقول المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة للجزيرة.
ويوثق الفيديو جانبا محدودا من المجازر التي يصعب إحصاؤها لكثرتها، إذ يسجل اليوم الواحد من 20 إلى 30 مجزرة في أحياء مختلفة من القطاع المحاصر الذي تتنوع فيه أشكال القتل والدمار وسفك الدماء.