اعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، مهاجمة كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”- جيش الاحتلال الإسرائيلي قرب معبر إيريز على الحدود الشمالية لقطاع غزة، دلالة قوية على كفاءة المقاتلين وإدارة ناجحة للمعركة.
ولفت الدويري -في فقرة تحليله العسكري على قناة الجزيرة اليوم الأربعاء- إلى أن كتائب القسام نجحت في مهاجمة هذا الموقع الذي يضم تجمعا للآليات والقوات للمرة الثالثة، وذلك بعد عملية “طوفان الأقصى” والإنزال خلف خطوط جيش الاحتلال، في 7 و24 أكتوبر/تشرين الأول الماضي تواليا.
وفي وقت سابق اليوم ذكرت كتائب القسام أن عناصرها “باغتوا قوة راجلة صهيونية غرب إيريز من خلف الخطوط، وأجهزوا على 3 جنود من مسافة صفر”.
ويدل هذا بوضوح -وفق الخبير العسكري- على أن كتائب القسام لا تزال لديها القدرة على انتقاء الهدف وآلية مهاجمته، وإتقانها الوصول إلى المسافة الصفرية حيث يتم تحييد سلاح الجو.
وبيّن أنه في القتال من مسافة صفرية تبرز الكفاءة الفردية للمقاتلين، وأشار إلى أنه لا يمكن لحماس هزيمة إسرائيل بالمفهوم التقليدي، ولكنها ما دامت مستمرة في إيقاع الخسائر بالجانب الإسرائيلي فإنها بذلك تمسك بأطراف المعادلة.
خسائر إسرائيل
وحول الخسائر البشرية التي أعلنها جيش الاحتلال خلال الـ24 ساعة الماضية (15 قتيلا)، قال الدويري إن ملامح وجه الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي تتحدث عن نفسها، مبديا قناعته بأن الأرقام المعلنة لا تمثل سوى 10 أو 15% من العدد الإجمالي علاوة على وجود إصابات أيضا.
ولفت إلى أن جنود الجيش الإسرائيلي قُتلوا بأساليب مختلفة على يد كتائب القسام مثل تفجير ناقلة جنود مدرعة، وضربات بقذائف الياسين الترادفية، وألغام أرضية، والقتال من نقطة صفر.
وتطرق إلى عربة النمر المجنزرة، وقال إنها رُكّبت على هيكل دبابة “ميركافا 3” الإسرائيلية، وتحمل سماتها بصفائح محمية، وغالبا تمت إصابتها بلغم أرضي أو قذيفة الياسين حيث تخرق حشوتها الأولى صفائح الحماية ثم تنطلق حشوة ثانية داخل بدن الآلية وتفجره.
ورأى أنه من المنطقي للغاية استخدام أنواع مختلفة من الأسلحة وفي الإطار المحدد له كصواريخ ضد الدروع ومسيرات وطوربيد العاصف، الذي يعطي رسالة لا لبس فيها للبحرية الإسرائيلية مفادها ضرورة الابتعاد عن شواطئ غزة لمسافة أطول.
وعرّج الخبير العسكري على إطلاق الحوثيين صواريخ من اليمن إلى إيلات جنوبي إسرائيل، واستعرض منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية بداية من القبة الحديدية ثم مقلاع داود ويليها الباتريوت وصولا إلى منظومة “آرو” المكونة من “آرو 2″ و”آرو 3”.
ولفت إلى أن هذه المنظومة مصممة للتعامل مع الصواريخ الباليستية العابرة للقارات والتي مسارها يعلو نطاق الغلاف الجوي حيث يجري تدميرها.
وتوقع الدويري أن صواريخ الحوثيين جرى اعتراضها -في حال صحت الرواية الإسرائيلية- في الثلث الأخير من البحر الأحمر، ولهذا سارعت تل أبيب إلى إرسال قطع بحرية لهذه المنطقة.