رفضت شريحة من الشباب اليهود في إسرائيل أداء الخدمة العسكرية في ظل الحرب الأخيرة الدائرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كما أنهم يعارضون احتلال الأراضي الفلسطينية وقصف غزة وقتل المدنيين.
وحسب النظم الإسرائيلية، فإن مدة الخدمة العسكرية الإلزامية تبلغ 32 شهرا للذكور فوق سن 18 عاما، و24 شهرا للنساء، وأي شخص يرفض ذلك قد يواجه السجن لمدة تصل 200 يوم، إلى جانب ضغوط اجتماعية.
ورغم ذلك، هناك شباب يهود يرفضون الخدمة العسكرية حتى لو كان الثمن السجن على حد تعبيرهم، بدعوى أن الجيش الإسرائيلي يضطهد الفلسطينيين ويمارس الظلم بحقهم.
وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال الشاب تال ميتنيك (18 عاما) -الذي يعيش بمنطقة بات يام جنوب تل أبيب- إن الجيش الإسرائيلي يمارس الظلم بحق الفلسطينيين، وأوضح أنه أنهى مرحلة التعليم الثانوي، وسيرفض أداء الخدمة العسكرية.
وقال إن الجيش الإسرائيلي هو الذراع العملياتي للنخبة اليهودية بالمنطقة، وهو قائم على قمع الشعب الفلسطيني. ويرفض ميتنيك أن يكون جزءا من هذا القمع، وأشار إلى أن الذين يفكرون مثله بإسرائيل أقلية، مبينا أن هذا الوضع بدأ يتغير ببطء.
رفض التجنيد
من جانبه قال آرييل دافيدوف (19 عاما) -الذي يقطن حيا قريبا من القدس المحتلة- إنه كان على اتصال بمجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان منذ أن كان طفلا، وذكر أنه شهد استخدام القوات الإسرائيلية للعنف الشديد ضد الفلسطينيين بأحياء القدس الشرقية مثل الشيخ جراح، مبينا أنه شارك بالاحتجاجات ضد محاولات تهويد المدينة المقدسة.
وعبر عن رفضه للخدمة العسكرية في صفوف الجيش الإسرائيلي، قائلا إنه لا يريد أن يكون جزءا من الظلم والفجور، حسب تعبيره، واستطرد أن هناك إبادة جماعية مستمرة منذ بداية الصهيونية التي أرادت استخدام فلسطين وشعبها لمصالحهم الخاصة، إلا أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر على هذا النحو، وفق قوله.
وتابع “لقد رفض العديد من أصدقائي المقربين الخدمة العسكرية، ومنذ أن بدأت نشاطي في مجال حقوق الإنسان، ظلت المجموعة التي أنتمي إليها تدعو الجميع إلى رفض الخدمة العسكرية، وهذا هو الجزء الرئيسي من كفاحي، وتم سجن العديد من أصدقائي لرفضهم الخدمة بالجيش”.
وحول هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال دافيدوف “لا أعتقد أن هذا الهجوم جاء من فراغ، أرى أن الاحتلال والحصار على غزة هو السبب الرئيسي لذلك”.
وكذلك رفضت الشابة اليهودية إيلا كيدار أيضا الخدمة بالجيش، وأعربت عن اعتقادها بأن لجميع الناس الحق في العيش بحرية، وتابعت “لا أريد أن أخدم في جيش يقوم بالاحتلال ويطبق نظاما عنصريا، ولا أريد أن أشارك في هذا المشروع الاستغلالي للاحتلال وقمع الشعب الفلسطيني”.
وفي ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، جدد قادة من المتدينين اليهود (الحريديم) معارضتهم التجنيد بجيش الاحتلال، وتعد مشاركة الحريديم بالجيش من أكثر المواضيع حساسية وتوترا في المجتمع الإسرائيلي حيث يعارض العلمانيون عدم تجنيد اليهود المتدينين واكتسابهم ميزات تفوق ما يقدمون لإسرائيل.