عرضت قناة الجزيرة شهادات مؤلمة لعمال فلسطينيين عقب وصولهم إلى الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب شرقي قطاع غزة، بعد أن أطلق الاحتلال الإسرائيلي سراحهم إثر احتجازهم في ظروف قاسية منذ بدء الحرب على غزة.
ونقل جيش الاحتلال آلافا من عمال غزة إلى المعبر الواقع عند نقطة التقاء الحدود المصرية الإسرائيلية مع القطاع بعدما كان قد اعتقلهم من أماكن عملهم في الداخل المحتل إثر اندلاع الحرب التي أعقبت عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وبدا العمال المطلق سراحهم في حالة إعياء شديد جراء ظروف احتجازهم القاسية، فيما تعالى عدد منهم على ما هم فيه من ألم ومعاناة، وسجدوا على أرض قطاع غزة وألسنتهم تلهج بالحمد والشكر لله.
وقال أحد العمال العائدين، إنهم تعرضوا لأصناف مختلفة من التعذيب أدت ببعضهم إلى الموت، فيما أشار آخر إلى أن عددا منهم توفي بعد أن تركتهم قوات الاحتلال عند المعبر بسبب ما تعرضوا له من تعذيب خلال فترة احتجازهم.
بينما قال أحد العمال العائدين إنه كان يتم سحبهم كل يوم للتحقيق، وهم مقيدو الأيدي خلف ظهورهم ومعصوبو الأعين، في ظل عدم حصولهم على الطعام والشراب، فيما أكد عامل آخر بأنهم كانوا يتعرضون للضرب صباحا وظهرا وليلا.
وأظهرت المشاهد التي عرضتها القناة جانبا من آثار التعذيب التي كانت واضحة على أجساد العمال بعد وصولهم، فيما أفاد عامل ستيني بأنه تم تعريتهم من ملابسهم بشكل كامل خلال فترة الاحتجاز.
ويقدر عدد العمال المفرج عنهم بنحو 3200 عامل من بين 18 ألفا و500 عامل لم يكونوا جميعهم في إسرائيل وقت اندلاع الحرب لتوقف أعمالهم بسبب “الأعياد اليهودية”.