تتواصل اجتماعات ليبية ليبية وفق صيغة 6+6، والتي انطلقت، أمس الاثنين، في منتجع بوزنيقة بضواحي العاصمة المغربية الرباط، بهدف الوصول إلى صياغة قاعدة دستورية جديدة تمكن من تنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وفي هذا الصدد، قال مصدر مغربي قريب من الملف الليبي، إن المشاورات الليبية الجارية في المغرب تسير في أجواء إيجابية تطبعها روح المسؤولية والعزم على كسر الجمود الحالي وفق رؤية المملكة والأمم المتحدة لوضع حد للأزمة والانقسام المؤسسي في ليبيا”، حسب تعبيره.
وبحسب العربية نت يهدف اجتماع اللجنة المشتركة (6+6) المنبثقة عن مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة إلى “الخروج بقوانين انتخابية كفيلة بتنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية وفق خارطة الطريق الأممية التي أعلن عنها المبعوث الأممي عبدالله باتيلي في نهاية شهر فبراير 2023″، حسب ما جاء في برقية لوكالة الأنباء الرسمية المغربية (ماب).
وكانت وفود من المجلسين المتنافسين في طبرق وطرابلس الغرب وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا قد وصلت مساء أمس إلى منتجع بوزنيقة (30 كلم جنوب العاصمة الرباط) لعقد اجتماعات تشاورية توقعت وكالة الأنباء الرسمية المغربية أن تستمر لمدة أسبوع.
وأضافت الوكالة أن “المملكة المغربية تواصل جهودها من أجل إيجاد حل نهائي للأزمة الليبية بشكل يضمن وحدتها واستقرارها ونماءها من خلال تأييد مساعيها لإجراء الانتخابات في إطار شامل وتشاركي وبراغماتي”، على حد تعبيرها.
وشددت الوكالة على أن هذا الاجتماع “يأتي كامتداد لسلسلة لقاءات احتضنها المغرب جمعت مختلف الأطراف الليبية من أجل تعميق النقاش حول السبل الكفيلة بتسوية الأزمة في هذا البلد وفق مقاربة تقوم على توفير الفضاء المناسب من أجل الحوار والتشاور البناء”.
وأشارت الوكالة إلى أن “هذه الاجتماعات تمخضت عنها اتفاقيات مهمة من شأنها الدفع بمسلسل التسوية وعلى رأسها اتفاق الصخيرات (2015)، والاتفاق بين رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة الليبية خالد المشري في أكتوبر 2022 على تنفيذ مخرجات مسار بوزنيقة المتعلق بالمناصب السيادية وتوحيد السلطة التنفيذية”.
وأبرزت الوكالة الرسمية موقف المغرب من الأزمة الليبية، ويقوم على “أن حل مسألة الشرعية في ليبيا لا يمكن أن يتم إلا عن طريق انتخابات رئاسية وبرلمانية سيختار من خلالها الشعب الليبي لمن سيمنح سلطة التدبير السياسي في بلاده”.
ويشارك في تيسير المفاوضات الليبية مفاوضون مسهلون وخبراء من المغرب وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا؛ واقترح الوسطاء على الطرفين مقترحات توافقية لتجاوز الخلافات بشأن قوانين الانتخابات الوطنية.