تبرز مخاوف جدية من خطر حدوث مجاعة في قطاع غزة -الذي يتعرض لحرب إسرائيلية غير مسبوقة- وسط تحذيرات متكررة من السلطات المحلية والمنظمات الأممية.
تقول وزارة الداخلية في غزة، إن جميع المخابز بمحافظة غزة وشمالها توقفت عن العمل بسبب عدم توفر الوقود والدقيق، لكن السبب الرئيسي يعود إلى الحصار الإسرائيلي المفروض والقصف العنيف المتواصل على القطاع مما أدى إلى تدمير عدد من المخابز.
بدوره، قال برنامج الأغذية العالمي، إن البرنامج كان يتعامل مع 23 مخبزا في غزة ولكن لا يوجد حاليا سوى مخبز وحيد.
وكانت الأمم المتحدة قد ذكرت سابقا أن 9 مخابز تعمل بالتعاون معها تزود السكان بالخبز، وحذرت من إغلاق بعضها في غضون أيام بسبب نفاد الوقود وانقطاع المياه.
ولا يتوقف المشهد الكارثي عند هذا الحد فحسب؛ بل يزداد تعقيدا مع قطع إسرائيل إمدادات المياه وتضرر المحطات وإغلاق الآبار لنقص الوقود، ولم يبق سوى محطة واحدة عاملة لتحلية المياه.
وكذلك حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، من أن الناس قد يموتون دون مياه إذ تقدر منظمة الصحة العالمية أن الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية للمياه للشخص الواحد بـ100 لتر بما يشمل الشرب والغسيل والطهي والاستخدام.
وكان متوسط استخدام المياه في غزة قبل الحرب 84 لترا للشخص، 27 لترا منها فقط صالحة للاستخدام البشري، بينما تقدره الصحة العالمية حاليا بـ3 لترات فقط.
وما يفاقم الأوضاع الكارثية في قطاع غزة انقطاع التيار الكهربائي بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة عن العمل بسبب نفاد الوقود وعدم إدخاله من طرف الاحتلال.
وتقدر الأرقام الرسمية أن نحو 80% من المباني والمنشآت في قطاع غزة دون كهرباء باستثناء التي تحتوي على مولدات على غرار بعض المستشفيات والملاجئ، بينما تظهر صور الأقمار الصناعية فقدان غزة الأضواء ليلا بنسبة 90%.
أما على صعيد المساعدات الإنسانية، فقد كان 80% من سكان قطاع غزة بحاجة للمساعدات وكانت تدخل القطاع 500 شاحنة يوميا عبر معبر رفح الحدودي، في حين لم تدخل سوى 569 شاحنة إليه منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.