حلل إعلاميون دوليون موقف المصري محمد صلاح جناح ليفربول الإنجليزي من الحرب الواقعة على غزة من جانب إسرائيل، وتم تسليط الضوء على رسالته.
وتشن إسرائيل حربًا على فلسطين وتفرض حصارًا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، وارتكبت مذابح وجرائم متعددة راح ضحيتها ما يزيد عن 10 آلاف شخص، بخلاف المصابين.
محمد صلاح نشر مقطع فيديو قبل فترة أكد خلاله أن كل الأرواح مقدسة وطالب بتقديم الدعم والطعام والمعونات لضحايا الحرب.
وقال إيان بايلي، وهو الآن محاضر في الصحافة الرياضية بجامعة ستافوردشاير، لـ “بي بي سي سبورت”: “صلاح مثال للشخص الذي تعرض لضغوط شديدة للانحياز إلى أحد الجانبين بسبب جنسيته”.
وأضاف: “لكنه تراجع خطوة إلى الوراء وقال ما أدافع عنه هو السلام وإنهاء المعاناة، عندما أصدر رسالته في النهاية، أشاد به الكثيرون بسبب لهجته الإنسانية، ومع ذلك انتقده آخرون الذين اعتقدوا أن موقفه يجب أن يكون أكثر تأييدًا للعرب ولفلسطين”.
وتابع بايلي: “لكنه لا يستطيع فعل ذلك لأنه سيكون لديه سياسة وسائل التواصل الاجتماعي مع ناديه”.
اقرأ أيضًا | فيديو | سام مرسي يسجل هدفًا رائعًا في تعادل إبسويتش وروثيرهام.. ويدعم فلسطين
وأشار: “وسائل التواصل الاجتماعي هي التغيير الكبير في الديناميكية، إذا كان هذا الصراع قد حدث قبل 30 عامًا، فمن العدل أن نقول إن لاعبي كرة القدم لن يتعرضوا للضغوط التي يتعرضون لها كنتيجة مباشرة لما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي”.
وشدد: “إنه موقف مستحيل بالنسبة لأي لاعب كرة قدم في وضع مثل الذي نعيشه الآن، وهو أمر غير مسبوق تقريبًا”.
كما تحدث عن رسالة لاعبة التنس التونسية أنس جابر، التي أعلنت أنها ستتبرع لفلسطين، قائلاً: “أي لفتة تساهم في تخفيف المعاناة الإنسانية يجب الإشادة بها، طالما أنها تتم على أسس إنسانية وليست سياسية”.
وواصل: “المسألة الأكثر صعوبة هي أن الصراع أدى إلى استقطاب وجهات النظر إلى حد أن أي بادرة، مهما كانت حسنة النية، ستثير حتما الثناء والانتقاد”.
وقال الصحفي الكروي الجزائري ماهر مزاهي: “لم يكن هناك أي مشاهير جزائريين لم يتحدثوا على الأقل للتعبير عن تعاطفهم مع المعاناة التي تحدث في فلسطين”.
وأكمل: “ما عليك أن تفهمه هو أن الجزائر كانت تحت الاستعمار الفرنسي لمدة 132 عامًا وأن أكثر من مليون أوروبي استقروا في الجزائر بحلول عام 1962، لذلك يرى الكثير من الجزائريين أن محنة الفلسطينيين مرادفة لماضيهم”.
ووصف مزاهي بيان صلاح بأنه “الديناميكية الأكثر إثارة للاهتمام من حيث تعرض أحد المشاهير لضغوط للتحدث علناً”.
وعلقت كارول كيموتاي، خبيرة استراتيجية الإعلام الرقمي في كينيا: “عندما تثار قضايا مثل العنصرية والجنس والصراع والدين والإجهاض وما إلى ذلك، يمكن لنجوم الرياضة أن يختاروا ما إذا كانوا سيتحدثون علنًا أو يبتعدون”.
وأفادت: “ولكن عندما تكون القضية أقرب إلى الوطن، فإن الجمهور يتوقع أن تتحدث الشخصية، غزة قريبة من صلاح، وهذا يوضح الاهتمامات العديدة التي يتعين على اللاعبين مثل صلاح، التوفيق بينها في حياتهم الرياضية”.
وسلط التقرير الضوء على مخاطر إبداء الأراء بوضوح عبر وسائل التواصل الإجتماعي، مشيرًا إلى إيقاف المدافع الجزائري يوسف عطال من قبل نيس، لدعمه لفلسطين.
وكذلك الانتقادات التي واجهها نصير مزراوي بعد مشاركته مقطع فيديو مؤيدًا لفلسطين على حسابه على إنستجرام، ودخوله في محادثات مفصلة مع بايرن ميونخ.
وأيضًا قيام نادي ماينز بإنهاء عقد أنور الغازي بسبب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي حول الصراع بين إسرائيل وغزة، مؤيدًا للفلسطينيين.