تستمر موجة انتقال الفلسطينيين من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، بسبب القصف المتواصل من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمساعي المكثفة من قبله لإجبارهم على هذا التهجير، بعد فصله شمال القطاع عن جنوبه ومنع وصول الماء أو الغذاء أو الدواء أو أي شكل من المساعدات إليهم.
ورصدت كاميرا الجزيرة قيام عشرات العائلات بالانتقال سيرا على الأقدام بسبب عدم توفر المواصلات والوقود اللازم للسيارات الخاصة، حاملين متعلقاتهم الرئيسية والضرورية.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد دعا أكثر من مرة سكان مدينة غزة وشمال قطاع غزة إلى إخلاء منازلهم رغم الانتقادات الدولية، في حين يستمر قصفه للقطاع الذي يسكنه 2.3 مليون نسمة من الجو منذ نحو 34 يوما، في ظل حصار خانق وغزو بري بدأ منذ أيام.
وقالت أماني أبو عبدة -وهي فلسطينية نازحة- إنها أجبرت على النزوح بعد قصف منزلها واستشهاد زوجها وأبنائها، حيث كانت في زيارة لأهلها عندما تم ذلك القصف، لافتة إلى أن الأمر صعب للغاية عليها وعلى الكثيرين؛ حيث وجودوا أنفسهم فجأة بلا مأوى ومجبرين على الانتقال من مكان إلى آخر.
ولا يزال نحو 900 ألف فلسطيني في مدينة غزة وشمال القطاع الذي يتكون من 5 محافظات، وفق وزارة الداخلية في غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية إياد البزم، الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي في غزة، إن السكان ما زالوا يعيشون في غزة رغم جهود الجيش الإسرائيلي لإجبارهم على الفرار جنوبا من خلال القصف الجوي والمدفعي المستمر.
وقال البزم “إن النزوح الذي حدث في المنطقتين هو نزوح داخلي إلى مراكز الإيواء أو إلى الأقارب والأصدقاء”.
ويتجاوز عدد سكان مدينة غزة والمناطق المحيطة بها 1.1 مليون نسمة من أصل 2.2 مليون فلسطيني، وجميعهم يواجهون ظروفا معيشية صعبة للغاية بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2006.