لم تكن الدولة الفلسطينية هي الدولة الأولى التي حاول اليهود احتلال أرضها، واستوطنوا أرضها لتكون دولتهم، فكانت هناك محاولات لإقامة تلك الدولة، انتهت بالفشل وطرد أصحاب تلك الدول، اليهود من أرضهم، فماذا حدث؟.
دول طردت اليهود من أرضها وأفشلت إقامة دولتهم
الدولة البريطانية أول من طردت اليهود من أرضها
تعتبر إنجلترا هي اول من طردت اليهود من أراضيها في 31 أغسطس عام 1290م، حيث وصل اليهود إليها عام 1070 بدعوة من ويليام الفاتح الذي كان بحاجة لاقتراض المال لتنفيذ برنامجه الخاص ببناء القلاع والكاتدرائيات.
ولأن التعاليم الكاثوليكية لا تسمح للمسيحيين بالاقتراض بفائدة، تم تشجيع اليهود على الذهاب إلى انجلترا للعمل حتى يتمكنوا من اقتاض المال الذي تحتاجه حكومة ويليام الفاتح، وفي ذلك الوقت تحول بعض اليهود إلى اشخاص فاحشي الثراء من عملهم في المهن المختلفة بداية من الطب والتجارة بالسمك، إلى جانب ممارستهم لطقوسهم في بعض الأحياء الكبيرة.
كان من المسموح في ذلك الوقت لليهود بالإختلاط بحرية مع بقية السكان، وكان الملك هنري الأول قد منحهم ميثاق الحريات، والذي يمنحهم حق دخول قلاع الملك بآمان في حال شعروا بأي خطر، إلا أنه كان عليهم دفع ضرائب أعلى من غيرهم مقابل الحماية من قبل التاج.
مع الوقت تصاعدت نزعة العداء للسامية في القرنين الثاني عشر والثالث عشر اللذين شهدا العديد من الاعتداءات عليهم، ومع صعود الصليبيين تزايد العداء ضد الأديان الأخرى غير الكاثوليكية، وتزايدت الهجمات ضد اليهود والتي أثارها أحيانًا رجال دين أتهموا اليهود بالمسئولية عن قتل المسيح.
ومع ازدياد اعتماد التاج في إنجلترا على البنوك الإيطالية قل الاعتماد على أثرياء اليهود وبالتالي قلت الحماية الممنوحه لهم وبالتدريج انقلب عليهم الملك، حتى وقعت مذابح عنفه ضد اليهود في لندن ويورك في عامي 1189 و 1190م.
تم اتهام يهود لينكولن في عام 1255م، بتعذيب وقتل طفل إنجليزي في طقوس دينية، وعلى الفور اعتقل الملك هنري الثاني 93 من اليهود المحليين واعدم 18 منهم، وفي العام التالي تم فرض قيود عديدة عليهم، وباتت حياتهم في خطر بشكل متزايد، وازدادت العدائية ضدهم وفرض الملك هنري عليهم ضرائب كبيرة وقيود كثيرة واندلعت أعمال شغب مناوئة لهم قتل فيها المئات من اليهود وأحرقت الوئاثق التي تثبت الأموال التي يدين الناس بها لهم.
في عام 1275 أصدر الملك إدوارد الاول قرار يحظر على اليهود الحصول على فوائد مقابل القروض بل وأعفى المقترضين منهم من رد الديون، لكنه فرض عليهم ارتداء شارات صفراء ولم يسمح لهم بالعيش إلا في عدد قليل من المدن، وكان يرريد منهم اعتناق المسيحية وهو الامر الذي استجاب له قلة منهم ولكن الأغلبية رفضت الأمر.
في عام 1290م، أصدر إداورد الأول مسومًا بطرد من تبقى من اليهود من أنجلترا وكان عددهم ما يقب من 3 آلاف يهودي أجبروا على السير إلى الشاطئ الجنوبي وعبروا البحر إلى أوروبا كلاجئين، وقد ما الكثير منهم في الرحلة.
دول أخرى طردت اليهود من أرضها قبل انجلترا
بعد طرد اليهود من إنجلترا عام 1290م، فعل العديد من الدول الأخرى نفس الشئ معهم على سنوات مختلفة منهم:
- المجر طردوهم عام 1349م
- فرنسا عام 1394م
- النمسا 1421م
- نابولي 1510م
- ميلانو 1597
- إسبانيا 1492م
- البرتغال 1497م