استهدفت غارة إسرائيلية اليوم السبت مركبة جنوب لبنان، لتكون أول ضربة في عمق الأراضي اللبنانية منذ بدء القتال قبل أكثر من شهر، في حين قال الأمين العام لـحزب الله حسن نصر الله إن ما وصفها بـ”الوحشية الإسرائيلية” هدفها إخضاع شعوب المنطقة وإسقاط إرادة المطالبة بالحقوق المشروعة.
وذكرت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام أن “مسيرة معادية استهدفت سيارة في أحد البساتين في منطقة البراك في منطقة الزهراني” على الساحل اللبناني، وعلى مسافة نحو 45 كيلومترا من شمال الحدود مع الاحتلال، دون أن تعلن عن سقوط ضحايا.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي -في بيان- “هاجمت طائرات مقاتلة قبل قليل عددا من البنى التحتية لمنظمة حزب الله في لبنان، بالتزامن مع إطلاق نيران المدفعية”.
وفي سياق متصل، أوضحت القناة 12 الإسرائيلية أن الجيش استهدف موقعا لإطلاق الصواريخ المضادة للطائرات في لبنان.
وهذه هي المرة الأولى التي تنفذ فيها إسرائيل ضربة ضد هدف على هذا البعد من الحدود. وكان تبادل القصف وإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله مقتصرا حتى الآن على المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل، منذ بدء الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه نفذ اليوم السبت هجومين عبر الحدود على جنود إسرائيليين، متحدثا عن إحداث إصابات في صفوفهم.
وأكد الحزب استهدافه مواقع عسكرية إسرائيلية عدة، قائلا إنه “نفذ هجوما بـ3 مُسيّرات هجومية استهدفت إحداها ثكنة إسرائيلية”.
من جهته، قال مراسل الجزيرة إن “المدفعية الإسرائيلية تقصف بلدة الخيام في القطاع الشرقي من جنوب لبنان”.
وأتى ذلك بعد أن أفادت إذاعة جيش الاحتلال بالاشتباه في تسلل مسيّرة من لبنان إلى منطقة الجليل الغربي.
ونعى حزب الله -الجمعة- 7 من عناصره قُتلوا بنيران إسرائيلية، ليرتفع بذلك إلى 68 مقاتلا عدد قتلى الحزب منذ بدء التصعيد مع إسرائيل على وقع الحرب في غزة.
وأسفر التصعيد عن 90 قتيلا في الجانب اللبناني، وفق حصيلة جمعتها وكالة الصحافة الفرنسية. وأحصى الجيش الإسرائيلي -من جهته- مقتل 6 عسكريين على الأقل ومدنييْن جراء هذا التصعيد.
خطاب لنصر الله
من جانب آخر، قال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن ما وصفها بـ”الوحشية الإسرائيلية” هدفها إخضاع شعوب المنطقة وإسقاط إرادة المطالبة بالحقوق المشروعة.
وأضاف نصر الله -في خطاب بمناسبة “يوم الشهيد”- أن “إسرائيل لا تزال عاجزة عن تقديم صورة انتصار واحد في غزة، وأن الوقت يضغط على العدو الإسرائيلي، ومن يحميه من رؤساء دول غربية”.
وأشار نصر الله إلى أن “الإدارة الأميركية هي التي تدير المعركة، وكل الضغط يجب أن يكون على هذه الإدارة”، مؤكدا أنه “لم يعد أحد في العالم يدعم العدوان الإسرائيلي سوى الولايات المتحدة وبريطانيا”.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أن “استهداف قواعد الاحتلال الأميركي في العراق وسوريا انطلق بسبب العدوان على غزة”.
وفي حين أشار نصر الله إلى أن “الأميركيين لم يتركوا قناة لإيصال تهديداتهم من أجل وقف عمليات المقاومة اللبنانية والعراقية واليمنية”، فإنه أبدى أسفه إزاء “الحديث عن تصدٍ عربي للصواريخ والمسيرات اليمنية التي أُطلقت باتجاه إسرائيل”.