القدس المحتلة- بأمر من سلطات الاحتلال، اضطرت إدارة مستشفى المقاصد الفلسطيني بالقدس، لنقل عشرات من مرضى غزة ومرافقيهم إلى بلدة العيزرية التي فصلها الجدار العازل شرقي المدينة، في وقت سعت محافظة القدس لاستضافتهم إلى حين عودتهم إلى قطاع غزة.
وقال مدير عام مستشفى المقاصد الدكتور عدنان فرهود -للجزيرة نت- إنه تم نقل 21 مريضا غزّيا ممن انتهى علاجهم بالمستشفى، بالإضافة إلى 20 مرافقا إلى بلدة العيزرية إلى حين توفر آلية يعودون فيها إلى قطاع غزة.
وأضاف فرهود أن هؤلاء المرضى وصلوا إلى المستشفى للعلاج من أمراض مختلفة قبل اندلاع العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وأن بعضهم أجريت له عمليات جراحية، وآخرين أجريت لهم بعض الفحوصات والمتابعات، ولم يتمكنوا بعد انتهاء رحلتهم العلاجية من مغادرة المستشفى بسبب الحرب.
وأشار إلى انتهاء صلاحية تصاريح المرضى الطبية وتجديدها “رفضت السلطات الإسرائيلية تجديد تصاريح من أنهى علاجه، وطلبت ترحيلهم إلى الضفة الغربية باعتبار أن إقامتهم في القدس غير قانونية” أردف فرهود.
وعلمت الجزيرة نت أن إدارة المستشفى نسقت مع محافظة القدس -على تمثيل رسمي فلسطيني للمدينة- لتوفير المبيت وكافة الاحتياجات لمن غادروا المستشفى، فيما لا يزال 35 غزّيا بين مريض قيد العلاج ومرافق موجودين في أقسام المقاصد المختلفة.
ووفق مصدر مقدسي، فإن محافظة القدس وفرت احتياجات المرضى ومرافقيهم معتبرة القضية “إنسانية بامتياز”، وأنها تعمل على تنسيق عودة من يرغبون في العودة إلى قطاع غزة، مشيرا إلى أن بعض المرضى والمرافقين يفضلون البقاء في الضفة الغربية “حتى تضع الحرب أوزارها”.
سلطات الاحتلال تطلب من إدارة مستشفى المقاصد في #القدس ترحيل مرضى #غزة الذين قدموا لتلقي العلاج قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بحجة الإقامة غير القانونية إلى #الضفة_الغربية، وقد وفرت محافظة القدس وسيلة نقل لنقلهم pic.twitter.com/NuRo71px67
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) November 14, 2023
ومؤخرا عقدت شبكة مستشفيات القدس الشرقية، وهي 6 مستشفيات، اجتماعا لترتيب استعداداتها لاستقبال جرحى من قطاع غزة إذا تم السماح لهم بذلك، وفق حديث سابق لفرهود مع الجزيرة نت.
وتعد مستشفيات القدس وجهة رئيسية لعلاج جرحى القطاع. وذكر فرهود أن حالات الجرحى التي تصل القدس من غزة بعد الحروب عادة “هي المركبة والمعقدة، والتي تحتاج إلى عناية مكثفة، وإلى تدخل عدة تخصصات في آن واحد، أبرزها الجراحة العامة وجراحة العظام وجراحة الأعصاب والأوعية الدموية”.
وأضاف أن أغلب تلك الحالات تكون “بحاجة إلى إجراء سلسلة من العمليات الجراحية لكل جريح، وبعضهم نصل معه إلى حالة الاستقرار بعد عام كامل تُجرى خلاله 7 عمليات جراحية في التخصص ذاته”.
ومنذ اندلاع الحرب على غزة يفرض الاحتلال إجراءات عسكرية مشددة في القدس، بما فيها حملات اعتقال وتوقيف للشبان والاعتداء عليهم، إضافة إلى اقتحام مستشفى المقاصد عدة مرات للبحث عن المنتهية تصاريحهم.