أكدت الأمم المتحدة أن الوضع في غزة هو كارثة إنسانية تحدث أمام عدسات الكاميرات، في ظل استمرار الهجمات الإسرائيلية.
ووصف ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة خلال المؤتمر الصحفي اليومي، مساء أمس الثلاثاء، الوضع في غزة بـالخطير.
وأشار إلى أن مئات الآلاف، وحتى أكثر من مليون شخص في غزة، يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية.
وأكد دوجاريك بشدة أن أحد أكثر الاحتياجات إلحاحا في غزة هو الوقود.
ومنذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قطعت إسرائيل إمدادات المياه والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن سكان غزة، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني.
وكان هؤلاء السكان يعانون بشكل أساسي من ظروف معيشية صعبة للغاية، نتيجة للحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ عام 2006.
نفاد مخزون الوقود
وقال دوجاريك إنه مع عدم توفر الوقود، لا يمكن تشغيل المولدات أو الحصول على الكهرباء، ولا يمكنك تشغيل محطات تحلية المياه التي قد تمكن من الحصول على مياه شرب نظيفة.
وأضاف أنه لا يمكن للحياة أن تستمر بدون مياه الشرب النظيفة. وأنه لا يمكن تحمل المخاطر المترتبة على شرب المياه غير النظيفة، بالإضافة إلى عدم القدرة على تشغيل المخابز.
وأوضح دوجاريك أن هناك تراكما يوميا لأطنان من النفايات الصلبة في غزة، وأن هذا يشكل مشكلة منفصلة تهدد صحة السكان، مؤكدا أن المشاكل تتزايد بشكل تصاعدي ككرة الثلج.
ومنذ 40 يوما، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة، استشهد فيها 11 ألفا و320 فلسطينيا، من بينهم 4650 طفلا و3145 امرأة، بالإضافة إلى 29 ألفا و200 جريح، معظمهم أطفالا ونساء، وفقا لما قالته مصادر رسمية فلسطينية مساء أمس الثلاثاء.
عدم استلام شاحنات المساعدات
وفي السياق ذاته، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن الشاحنات التابعة لها لم تتمكن من استلام المساعدات التي وصلت إلى القطاع عبر معبر رفح مع مصر أمس الثلاثاء بسبب نفاد الوقود.
وأشار المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في بيان إلى أن الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، التي يعتمد عليها أكثر من مليوني شخص، تتضاءل تدريجيا نظرا لعدم السماح بدخول الوقود إلى القطاع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضح أن الأونروا قد حذرت قبل 3 أسابيع بشأن وضع الوقود، وأن الإمدادات آخذة في النفاد وقد تؤثر سلبا على عمليات الانقاذ.
وأفاد أن الوكالة بدأت في تنظيم استخدام الوقود منذ ذلك الحين، حيث استخدمت الكميات المحدودة المتاحة لديها والمخزنة في مستودع داخل غزة بتنسيق وثيق مع السلطات الإسرائيلية.
العمليات الإنسانية ستتوقف في غزة
وأكد لازاريني أن هذا المستودع قد أصبح فارغا الآن. والعمليات الإنسانية ستتوقف في غزة إذا لم يتم توفير الوقود، مما سيتسبب في معاناة أكبر للسكان ويزيد من احتمالية وفاة عدد كبير من الأفراد.
وأعرب عن استغرابه من أن الوكالات الإنسانية تضطر إلى التماس الوقود، وقال “منذ بداية الحرب، تم استخدام الوقود كسلاح في النزاع، ويجب أن يتوقف هذا فورا”.
وطلب من جميع الأطراف توفير الوقود حاليا، ووقف استغلال المساعدة الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية.