يجري الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الجمعة، زيارة إلى برلين، تثير جدلا كبيرا في ألمانيا، بعد الانتقادات اللاذعة التي وجّهها أردوغان لإسرائيل، واتهمها فيها بالتصرف كدولة إرهابية في حربها على قطاع غزة.
ومن المتوقع أن يلتقي أردوغان نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في الزيارة التي تستمر يوما واحدا، وهي الأولى منذ حوالي 4 سنوات، ثم يتوجّه لإجراء محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتز.
“دولة لا شرعية”
وقبل أسبوع، قال أردوغان إن شرعية دولة إسرائيل موضع شك بسبب فاشيتها الظاهرة في حربها على غزة، واتهم لاحقا الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين بالدعم العلني للمجازر في القطاع، معلنا أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هي حركة تحرير.
وأثارت تصريحات أردوغان صدمة في ألمانيا، إذ تعتبر برلين وجود إسرائيل “مصلحة وطنية”، منبثقة عن مسؤوليتها التاريخية في محرقة اليهود خلال الحرب العالمية الثانية.
ووصف شولتز تصريحات أردوغان حول إسرائيل بأنها “عبثية”، قائلا إن إسرائيل “دولة ديمقراطية” في مواجهة ما وصفه “إرهاب” حركة حماس.
ويتوقع أن تلقي خلافات الاثنين حول الحرب الإسرائيلية في غزة بظلالها على الزيارة.
مطالب بإلغاء الزيارة
وطالبت الجمعيات اليهودية في ألمانيا بإلغاء زيارة أردوغان التي كانت مقررة منذ عدة أشهر، بناء على دعوة المستشار الألماني لأردوغان بعد إعادة انتخابه في مايو/أيار الماضي.
واعتبرت المعارضة المحافظة أن توقيت الزيارة غير مناسب، الأمر الذي أعرب عنه أيضا الحزب الديمقراطي الحر، إلا أن الحكومة لم تلغ الزيارة.
وقال ستيفن هيبستريت المتحدث باسم المستشار الألماني إن الدبلوماسية تتطلب في بعض الأحيان الاضطرار إلى إجراء مباحثات مع من وصفهم بالـ”شركاء الأصعب”، مضيفا أن المناقشات قد تكون معقدة.
“حوار مهم”
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن الدول الغربية ترى أن أردوغان يمكن أن يلعب دورا لتجنب تصعيد النزاع في الشرق الأوسط، الأمر الذي يجعل الحوار معه أكثر أهمية وإلحاحا.
بدورها، أشارت صحيفة “دير شبيغل” الألمانية إلى أن برلين ليست لديها مصلحة في حصول خلاف مع تركيا، لا سيما بعد تقارب بين البلدين في الآونة الأخيرة، تلا سنوات من التوتر الشديد.
وكان من المخطط أن تستمر زيارة أردوغان لبرلين لمدة يومين، تجري خلالها في اليوم الثاني مباراة كرة قدم ودية بين الطرفين، لكن ألمانيا ألغت المباراة خوفا من هتافات معادية لإسرائيل.
يشار إلى أن ألمانيا تضم أكبر جالية تركية في الخارج بنحو 3 ملايين شخص، منهم 1.5 مليون ناخب معظمهم يدعمون أردوغان.