أكد مدير برنامج الفاخورة طلال الهذال على ضرورة عمل المجتمع الدولي بحزم لفرض وقف دائم وكامل لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية ووقف الحصار الجائر الذي فرضته إسرائيل على القطاع، وكذلك الالتزام بالقوانين الإنسانية الدولية التي نصت عليها اتفاقيات جنيف.
وفي تصريحات خاصة -للجزيرة نت- قال مدير برنامج الفاخورة التابع لمؤسسة التعليم فوق الجميع -إحدى المبادرات التي أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- إنه “يجب السماح بإجراء تحقيقات مستقلة للتحقق من الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، وهذا يشمل حماية البنية التحتية المدنية مثل الملاجئ، المستشفيات، والمدارس”.
وأضاف الهذال أن “الوقفات الإنسانية المؤقتة والمحدودة أثبتت أنها غير كافية. لذلك هناك حاجة ملحة لوقف كامل ومستدام للأعمال العدائية”.
وذكر الهذال أن القصف العشوائي للمدارس والملاجئ يشكل انتهاكا صارخا للقوانين الإنسانية، لذلك ينبغي وقف الأعمال العدائية والقصف بشكل كامل، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، مع التركيز بشكل خاص على الأطفال الأبرياء، مضيفا أن “هذه الخطوات ضرورية لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح وضمان الحماية الكاملة للمدنيين وخاصة الأطفال”.
وأشار إلى أهمية تعزيز الوعي العام ودور التوعية في بناء الزخم نحو المساءلة وجذب انتباه العالم عندما يتعلق الأمر بحقوق وحماية الأطفال، وأضاف أن هذا يتطلب من المجتمع الدولي التوحد والتضامن لتحقيق العدالة والمساءلة.
وقال الهذال -في تصريحاته للجزيرة نت- إنه “يجب الضغط على الحكومات والمنظمات الدولية لضمان التركيز على الأولويات العاجلة هو جزء أساسي من هذه العملية”.
نشأة الحملة
الجدير بالذكر أن الشيخة موزا بنت ناصر المسند كانت قد أطلقت عام 2009 حملة “الفاخورة” الدولية لحماية طلاب قطاع غزة عقب استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للقطاع في ذلك الوقت والذي شمل مدارس تابعة للأمم المتحدة بينها مدرسة “الفاخورة” التي سقط فيها 43 شهيدا ومائة جريح لجؤوا إليها، واستمدت الحملة رمزية اسمها منها.
وارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس السبت، مجزرتين استهدفتا النازحين في مدرستين، إحداهما مدرسة الفاخورة، بمخيم جباليا شمالي القطاع، والأخرى في مدرسة بتل الزعتر، وكلاهما في شمال قطاع غزة. وسقط مئات الشهداء والجرحى جراء المجزرتين، معظمهم من الأطفال والنساء.
قصف المدارس
وأدان المكتب الإقليمي للدول العربية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، أمس السبت، قصف المدارس الأممية والقتل المستهدف للفلسطينيين الأبرياء، الذين يحتمون بمدرسة الفاخورة.
وكتب المكتب الأممي، في تدوينة على حسابه عبر منصة إكس، “إننا ندين بشدة قصف مدارس الأمم المتحدة والقتل المستهدف للفلسطينيين الأبرياء الذين يحتمون بمدرسة الفاخورة، في مخيم جباليا بغزة. وأضاف المكتب “أوقفوا القتل الآن، وليتوقف إطلاق النار الآن”.
وبدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تعليقا على القصف الإسرائيلي للمدرسة “لن نرحل عن هذه الأرض، وستحاسبون على مجزرتكم في الفاخورة وجرائمكم المتواصلة بحق الأطفال والمدنيين طال الزمن أو قصر”.
وتعد هذه المرة الثانية التي يرتكب فيها الاحتلال مجزرة في المدرسة التابعة للأونروا، حيث شهدت قبل أسبوعين، وتحديدا في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مجزرة مروعة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات.
يشار إلى أن مدرسة الفاخورة هي أكبر مدارس مخيم جباليا، وقد تعرضت لقصف أكثر من مرة في السنوات الماضية، كان أبرزها في 2009 و2014.