قالت قيادة عمليات الجنوب في أوكرانيا إن الروس باتوا يكثفون من استعداداتهم في مقاطعة خيرسون وشبه جزيرة القرم، لمواجهة هجوم أوكراني مضاد، في وقت تحدثت فيه موسكو عن صدّ “هجوم عابر للحدود” في مقاطعة بيلغورود، نفت كييف علاقتها به.
وأضافت هذه القيادة الأوكرانية أن القوات الروسية تواصل تلغيم الضفة اليسرى من نهر دنيبر في خيرسون جنوبي البلاد، ونصب حواجز تعمل على مواجهة أي تقدم للزوارق الأوكرانية.
وأفاد حاكم خيرسون بمقتل شخصين وإصابة آخرين، مشيرا إلى أن القوات الروسية قصفت عموم أراضي المقاطعة خلال الساعات الماضية أكثر من 60 مرة بقرابة 300 قذيفة مدفعية.
وتقول المخابرات الأوكرانية إن الروس يفهمون جيدا أن الفترة القادمة ستشهد عمليات عسكرية أوكرانية في القرم وجنوب منطقة خيرسون.
واعتبرت أن ظهور ما يسمى شركات عسكرية خاصة في القرم -خلال الفترة الأخيرة- مرتبط بشكل أساسي بالخوف المتزايد للروس والمتعاونين معهم من الهجوم الأوكراني الوشيك.
هجوم بيلغورود
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية القضاء على من تبقى من “مجموعات القوميين” الأوكرانيين الذين هاجموا بيلغورود وإبعاد من تبقى منهم إلى داخل أوكرانيا.
ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية -عن السلطات المحلية- تأكيدها مقتل شخص وإصابة 13 آخرين في الهجمات على هذه المقاطعة.
وأفاد حاكم المقاطعة فيتشيسلاف غلادكوف بأن الدفاعات الجوية أسقطت ليلة أمس عدداً كبيراً الطائرات المسيرة، من بينها طائرة ألقت عبوة متفجرة على أحد الطرقات في بيلغورود.
وأعلن غلادكوف إلغاء العمل بنظام “مكافحة الإرهاب” الذي بدأت المقاطعة تطبيق َ إجراءاته أمس.
وكان حاكم بيلغورود قال إن عشرات المباني تضررت وانقطعت الكهرباء عن 14 قرية، وذكر أن السلطات أجلت مدنيين من 9 بلدات على الحدود مع أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إنه تم صد الهجوم على بيلغورود وهزيمة المجموعات الأوكرانية من خلال الضربات الجوية ونيران المدفعية والعمليات النشطة لوحدات التغطية على الحدود، حسب قوله.
كييف تنفي
في المقابل، أكدت آنا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني أن بلادها لا تقوم بأي عمليات داخل الأراضي الروسية، وأشارت إلى أن من يقف وراء الأحداث التي تشهدها مقاطعة بيلغورود مواطنون روس مستاؤون من نظام الرئيس فلاديمير بوتين بسبب حربه على أوكرانيا، على حد تعبيرها.
لكن ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، قال إن النفي الأوكراني “أكاذيب” وأن المهاجمين يستحقون الإبادة “مثل الجرذان”.
يأتي هذا، في وقت قالت مجموعتان مسلحتان -يُزعم أنهما مناهضتان للكرملين وتستقطبان روسا يقيمون بالخارج هما فيلقا “حرية روسيا، المتطوعين الروس”- إنهما وراء الهجوم في منطقة بيلغورود المتاخمة لأوكرانيا.
وقالت المجموعتان -في بيانات لهما نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي- إن مقاتليهما لم يهزموا، وإنهما لم تتكبدا خسائر في الهجوم.
وفي أفدييفكا شرقا، أكدت السلطات الأوكرانية مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين في قصف استهدف أحد المباني السكنية، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تعمل على انتشال 3 مدنيين آخرين من تحت أنقاض المبنى.
وفي ميكولايف، أفادت السلطات الأوكرانية باستمرار القصف المدفعي الروسي على المناطق الساحلية مما أسفر عن تدمير مبان وخطوط للكهرباء والغاز.