ينظِّم مركز الجزيرة للدراسات، بالتعاون مع المجلس الإستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، الدورة الثانية من “الحوار العربي الإيراني” بالعاصمة القطرية، خلال الفترة من 27-29 مايو/أيار الجاري، تحت عنوان “الأمن والاقتصاد والأزمات: مقاربات وحلول” وذلك بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء من كلا الجانبين.
ويتحاور المشاركون للوصول إلى تقارب مشترك في وجهات النظر بشأن “النموذج الأمني الأنسب للعلاقات العربية الإيرانية” آخذين بعين الاعتبار تداعيات الأزمات والصراعات التي نشبت في المنطقة على مدى السنوات الماضية، والتي كان من آثارها اهتزاز الثقة بين الجانبين، ومحاولة كل طرف تحميل مسؤولية تدهور العلاقات للطرف الآخر.
كما يستعرض المتحدثون أوضاع “الأمن الاقتصادي” بالمنطقة وما يتعرَّض له من تهديدات بسبب الانقسام الجيوسياسي والاقتصادي المتنامي بين القوى الكبرى، والذي تصاعد بدرجات ملحوظة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل عام ونيِّف. وبهذا السياق، يبحث المشاركون تعزيز التعاون الاقتصادي سبيلًا لتحقيق الأمن بين الجانبين.
ومن قضايا الأمن والاقتصاد، تنتقل جلسات الحوار العربي الإيراني إلى السياسة وملفاتها، فتفرد مساحات من النقاش للحديث عن المقاربات التي من شأنها الإسهام في إيجاد حلول للعديد من الأزمات والتحديات التي تواجه اليمن وسوريا والعراق وفلسطين، فضلًا عن الأسئلة التي يثيرها الملف النووي الإيراني، لاسيما المتعلق منها بتداعياته على أمن واستقرار الخليج والشرق الأوسط.
وتأتي الدورة الثانية من “الحوار العربي الإيراني” بعد نحو شهرين من التقارب بين السعودية وطهران، والذي تكلل بإعلان الطرفين عن قرب عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما، وما رافق ذلك من أجواء تفاؤل أنعشت الآمال بإمكانية انعكاس هذا التقارب على العديد من قضايا وأزمات المنطقة.
وكانت الدورة الأولى من “الحوار العربي الإيراني” قد انعقدت بالعاصمة الدوحة، العام الماضي، بمشاركة نخبة من الخبراء والسياسيين من الجانبين. وتركزت نقاشاتها على استكشاف نقاط الاختلاف وأوجه الاتفاق بين الطرفين، واستماع كل طرف لما يراه الطرف الآخر تهديدًا لأمنه وزعزعة لاستقراره، ودور ومسؤولية كلٍّ منهما في ذلك، فضلًا عن استعراضها للمقاربات التي من شأنها تهدئة المخاوف وبناء الثقة بين الجانبين.
ومن المقرر أن يواصل “الحوار العربي الإيراني” جلسات دورته الثانية هذا العام، حيث تنعقد الجلسة الافتتاحية العلنية السبت، 27 مايو/أيار الجاري، السابعة مساءً، بفندق سانت ريجيس بالدوحة، تعقبها جلسات حوارية مغلقة اليومين التاليين.