هل يجوز لبس سلسلة عليها آية الكرسي في الحمام؟ سؤال أجاب عنه الدكتور هاني تمام، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، حيث قال إن الأصل عدم دخول الحمام بأى ذكر أو آيات قرانية، تقديسًا لله، وبالتالي لا يجوز دخول الحمام بأى مشغولات عليها ذكر الله أو آيات قرآنية.
هل يجوز لبس سلسلة عليها آية الكرسي في الحمام؟
وأوضح أستاذ الفقه بجامعة الأزهر، اليوم الأربعاء: “لو كنت فى الشغل يجب أن أخلع الخاتم أو السلسلة التى عليها ذكر الله، قبل دخول الحمام، وأيضا نفس الأمر ينطبق على المصحف”، لافتًا: “وفي حال الإضرار سواء اضطرت لدخول الحمام في الشارع أو السوق أو خلافه، وتخشي ضياع المشغولات التي عليها ذكر الله فيجوز دخول الحمام بها”.
ونوّه إلي أن الموبايل الذى عليه آيات قرآنية في الخلفية لا يجوز دخول الحمام به، لأنه لا يجوز أن يدخل ذكر الله فى مكان فيه نجاسة.
فضل ختم القرآن في الصلاة
من أفضل القربات والسُّنن الحَسَنات أن يجمع الإنسان بين الحُسنيين: الصلاة وقراءة القرآن، فيحرص على ختم القرآن الكريم في صلاته، ولما كان من غير المتيسر لكل واحد أن يقوم بذلك من حفظه تكلم الفقهاء عن إمكانية الاستعانة بالقراءة من المصحف في الصلاة، وذلك عن طريق حمله في اليد، أو وضعه على حامل يُمَكِّن المصلي من القراءة.
أقوال الفقهاء في حكم القراءة من المصحف أثناء الصلاة
ومذهب الشافعية والمفتى به في مذهب الحنابلة: جواز القراءة من المصحف في الصلاة للإمام والمنفرد لا فرق في ذلك بين فرض ونفل وبين حافظ وغيره، وهذا هو المعتمد، ونقله الإمام ابن قُدامة في “المغني” (1/ 336) عن عطاء ويحيى الأنصاري من فقهاء السلف.
وفي “صحيح البخاري” معلَّقًا بصيغة الجزم -ووصله ابن أبي شيبة في “المصنف” (2/ 235)، والبيهقي في “السنن الكبرى” (2/ 253)- عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها كان يَؤُمُّهَا عَبْدُهَا ذَكْوَانُ مِنَ المُصْحَفِ.
[وسُئِل الإمام الزهريُّ عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف، فقال: كان خيارنا يقرءون في المصاحف] اهـ. “المدونة الكبرى” (1/ 288- 289)، و”المغني” لابن قدامة (1/ 335).
فضل النظر في المصحف وانضمام عبادة إلى عبادة
كما أن قراءة القرآن عبادة فإن النظر في المصحف عبادة أيضًا، وانضمام العبادة إلى العبادة لا يوجب المنع، بل يوجب زيادة الأجر؛ إذ فيه زيادة في العمل من النظر في المصحف.
قال حجة الإسلام الغزالي في “إحياء علوم الدين” (1/ 229): [وقد قيل: الختمة في المصحف بسبع؛ لأن النظر في المصحف أيضًا عبادة] اهـ.
والقاعدة الشرعية أن “الوسائل تأخذ حكم المقاصد”، والمقصود هو حصول القراءة، فإذا حصل هذا المقصود عن طريق النظر في مكتوب كالمصحف كان جائزًا.
قال الإمام النووي في “المجموع” (4/ 27): [لو قرأ القرآن من المصحف لم تبطل صلاته، سواء كان يحفظه أم لا، بل يجب عليه ذلك إذا لم يحفظ الفاتحة.. ولو قلب أوراقه أحيانًا في صلاته لم تبطل] اهـ.
وقال العلامة منصور البهوتي الحنبلي في “كشاف القناع” (1/ 384): [وله -أي المصلي- القراءةُ في المصحف ولو حافظًا… والفرض والنفل سواء، قاله ابن حامد] اهـ.