كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها لمختلف مدن قطاع غزة ونفذت توغلا محدودا في خان يونس جنوب القطاع قبل ساعات من سريان اتفاق الهدنة، في المقابل واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لقوات ودبابات الاحتلال في محاور التوغل المختلفة وأطلقت رشقات صاروخية باتجاه مدن ومواقع عسكرية إسرائيلية.
وتأتي هذه التطورات قبل هدنة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، قالت وزارة الخارجية القطرية اليوم الخميس، إنها ستبدأ غدا الجمعة الساعة 7 صباحا، بالتوقيت المحلي.
وقال مدير عام مكتب الإعلام الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة، إن الاحتلال ارتكب أكثر من 12 مجزرة في عموم مناطق قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأكد الثوابتة وجود أكثر من 800 ألف شخص في مناطق محافظتي غزة وشمال غزة، محذرا من مجاعة تتهددهم بسبب شح المواد الإغاثية.
في غضون ذلك، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه “شن 300 غارة جوية على أهداف تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية”.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن قواته تواصل العمل على تدمير أنفاق وبنى تحتية تابعة لحماس، فضلا عن مواقع لإنتاج وسائل قتالية ومواقع إطلاق صواريخ مضادة للدروع؛ مؤكدا أن قواته هاجمت أهدافا لحركة حماس في جباليا، كما شنت طائرة مسيرة غارة على مقاتلين كانوا يتحركون باتجاه القوات الإسرائيلية.
مشاهد تظهر أجزاء من الدمار الكبير في مخيم جباليا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة#حرب_غزة #فيديو pic.twitter.com/NhTs3IhRUo
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) November 23, 2023
توغل محدود
بدورها، نقلت وكالة الأناضول عن شهود عيان ومصادر محلية، أن آليات عسكرية إسرائيلية توغلت لعدة أمتار في بلدة خزاعة الحدودية شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة.
وذكر الشهود أن التوغل جاء بعد قصف مدفعي عنيف وأحزمة نارية شنتها الطائرات الإسرائيلية على المنطقة، لتأمين دخول الآليات العسكرية خلال الليلة الماضية وصباح الخميس.
ويأتي ذلك بعد أسبوع كامل من إسقاط طائرات حربية إسرائيلية في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري منشورات على بلدات شرق محافظة خان يونس تطالب سكان تلك المناطق بإخلائها.
ويأتي هذا التوغل، رغم أن الجيش الإسرائيلي حدد جنوب القطاع “منطقة آمنة”، وطالب سكان شمالي القطاع بالنزوح إليها.
عمليات المقاومة
في المقابل، قالت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- إنها تخوض اشتباكات وصفتها بالضارية مع قوات الاحتلال المتوغلة بمنطقة جحر الديك شرق المنطقة الوسطى في قطاع غزة.
وأضافت الكتائب أنها استهدفت قوات الاحتلال في موقع صوفا العسكري بقذائف هاون من العيار الثقيل، كما قصفت حشودا عسكرية إسرائيلية في كيبوتس حوليت بصواريخ من طراز “رجوم” قصيرة المدى.
بدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها قصفت حشودا عسكرية وجنودا للاحتلال في محور نتساريم بعدد من قذائف الهاون.
وفي وقت سابق، قالت سرايا القدس، إن مقاتليها خاضوا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محاور التقدم شمال قطاع غزة، مشيرة إلى أنها استهدفت آليتين عسكريتين للاحتلال بقذائف “تاندوم”، و”آر بي جي”.
وقال مراسل الجزيرة، إن صفارات الإنذار دوت في مستوطنة كيسوفيم بغلاف غزة.
وغالبا ما يسبق دوي صفارات الإنذار سقوط الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على إسرائيل.
وحافظت الآليات العسكرية على نقاط تمركزها بمدينة غزة، حيث تراجعت قبل 3 أيام لمسافة تزيد على 3 كيلومترات باتجاه الغرب من حي الصبرة والأطراف الغربية لحي الزيتون (شرق مدينة غزة) وصولا إلى مجمع الشفاء الطبي غرب المدينة.
كما تراجعت القوات من المناطق الغربية الجنوبية في حيي تل الهوى جنوب مدينة غزة والرمال وسط المدينة وصولا إلى شارع الرشيد على شاطئ بحر غزة (غرب مدينة غزة)، بحسب شهود عيان ومصادر محلية.
وأحدثت الجرافات والدبابات الإسرائيلية دمارا واسعا في كافة مناطق مدينة غزة، خاصة في منطقة حديقة “الجندي المجهول” الشهيرة غرب المدينة وأحياء الرمال وتل الهوى والنصر ومخيم الشاطئ، وفقا لشهود.
وفي شمال القطاع، واصلت القوات الإسرائيلية تمركزها في المناطق المفتوحة ببلدتي بيت حانون (شمال شرق) وبيت لاهيا (شمال غرب).
وبعد تقدمها في بلدة جباليا (شمال شرق)، وصولا إلى محيط المستشفى الإندونيسي، حافظت القوات الإسرائيلية على تمركزها هذه المنطقة، بحسب الشهود.
ولليوم الـ48 يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة خلّفت ما يزيد على 14 ألفا و532 شهيدا، بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، فضلا عن أكثر من 35 ألف مصاب، نحو 75% منهم أطفال ونساء، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.