تم رصد زيادة في النشاط الشمسي وانتشار البقع على سطح الشمس، المعروفة أيضًا بالفوتوسفير أو كرة الضوء. بعض هذه البقع تحمل مجالات مغناطيسية تحتوي على طاقة قادرة على إنتاج توهجات من الفئة المتوسطة القوة، وذلك ضمن نشاط الدورة الشمسية رقم 25.
خلال الأسبوع الماضي، ازداد عدد البقع الشمسية بنسبة تصل إلى 10 أضعاف، وظهرت العشرات من النوى المظلمة على قرص الشمس. ومن المتوقع أن يزداد النشاط الشمسي بشكل حاد في الفترة القادمة.
ووفقا للجمعية الفلكية بجدة، إذا عُدنا إلى العام 1997، عندما بدأت الدورة الشمسية رقم 23، فإنه في السنوات التي تلت ذلك، شهدنا أقوى توهج شمسي في عصر الفضاء بقوة X45، وحدوث عواصف شمسية شديدة في عام 2003، بالإضافة إلى ظهور عنيف للشفق القطبي في أقصى الجنوب من القطب الشمالي. ولكن هل يمكن أن يحدث ذلك مرة أخرى؟
تشير المراقبة اليومية إلى أن الدورة الشمسية الحالية رقم 25 تسير في نفس الاتجاه. وخلال صيف عام 2023، وصل عدد البقع الشمسية إلى أعلى قيمة منذ أكثر من 20 عامًا، متجاوزًا بشكل كبير توقعات العلماء ومقارنتها مع الدورة الشمسية رقم 23.
من المتوقع أن يستمر عدد البقع الشمسية في الزيادة، مما يؤدي إلى توسع الفجوة بين الدورة الشمسية 25 والدورة الشمسية 24 السابقة التي كانت ضعيفة تاريخيًا. وإذا تجاوزت الدورة الشمسية 25 بالفعل الدورة الشمسية 24 وأصبح سلوكها مشابهًا للدورة الشمسية 23، يتوقع العلماء وجود فترة تصل إلى 3 إلى 5 سنوات من النشاط الشمسي المرتفع في السنوات المقبلة.
سيتم متابعة زيادة عدد البقع الشمسية خلال بقية عام 2023، لمعرفة ما إذا كانت الدورة الشمسية 25 ستتوافق مع التنبؤات الحالية أم ستظهر سلوكًا مختلفًا تمامًا. يجب ملاحظة أن توقعات الدورة الشمسية لا تزال في مرحلة ناشئة وهناك الكثير من عدم اليقين.
يمكن رصد البقع الشمسية بسهولة باستخدام تلسكوب مجهز بفلتر خاص للشمس أو تلسكوب شمسي صغير، أو من خلال تقنية إسقاط صورة الشمس.
يعد النشاط الشمسي موضوعًا هامًا للدراسة والمراقبة، حيث يمكن أن يؤثر على الأنشطة الفضائية والاتصالات الراديوية والتقنيات المستندة إلى الأقمار الاصطناعية. تتطلب معرفة وفهم الدورات الشمسية المستقبلية جهودًا مستمرة لتحسين التنبؤات وتطوير استراتيجيات للتعامل مع أي تأثيرات سلبية محتملة.
على الرغم من الزيادة الحالية في النشاط الشمسي، يجب أن نتذكر أن الشمس تعد جزءًا أساسيًا من نظامنا الشمسي وأن الأبحاث العلمية المستمرة ستساهم في فهمنا الأعمق لهذا الجسم الضخم وتأثيراته على كوكب الأرض والحياة فيه.