27/11/2023–|آخر تحديث: 27/11/202304:12 م (بتوقيت مكة المكرمة)
قدم الجراح الفلسطيني البريطاني غسان أبو ستة -في مؤتمر صحفي للمركز الدولي للعدالة للفلسطينيين بلندن- شهادته عن الحالة المزرية لمستشفيات قطاع غزة، وعن معاناة المرضى والجرحى الذين قال إنهم قصفوا بالفسفور الأبيض.
وقال إنه زار قطاع غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لعلمه أن غزة ستواجه هجوما إسرائيليا وحشيا، وأكد أنه ذهب إلى مستشفى الشفاء، حيث انضم إلى فريق العمليات الجراحية الذي يجري عمليات لجرحى العدوان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن 160 طبيبا وممرضا استشهدوا خلال حرب إسرائيل على قطاع غزة.
وعن الأوضاع في مستشفى الشفاء الذي التحق به، قال الدكتور إن معظم الإصابات التي كانت تصل مستشفى الشفاء سببها التفجيرات، وكانت كانت أغلبها في الوجه، مشيرا إلى أن 45% من المصابين بالحروق كانوا من الأطفال.
وأكد أن حروقا تسببت بها قنابل الفوسفور الأبيض، ووصلت إلى عظام الجرحى الفلسطينيين، مؤكدا أنه عالج أشخاصا تعرضوا لحروق نتيجة استخدام قوات الاحتلال لـلفوسفور الأبيض الذي يترك ثقوبا في الجسم.
وقال الجراح البريطاني إنهم كانوا يستقبلون في المستشفى جرحى يتعرضون لإصابات غريبة، وبعضهم كأنه تعرض للضرب بالسيف، مؤكدا أن ما بين 700 إلى 900 طفل تم بتر أطرافهم.
وتحدث أبو ستة في شهادته عن استهداف الاحتلال لمستشفى الشفاء، وأكد أنه سمع مكالمة من الجيش الإسرائيلي تخبر مدير المستشفى بأنه سيتم استهداف المستشفى إذا لم يتم إخلاؤه خلال ساعتين.
عمليات جراحية بدون تخدير
وأضاف الدكتور أنه انتقل عن طريق سيارة إسعاف بعد ذلك إلى المستشفى الأهلي المعمداني الذي يديره المجلس العالمي للكنائس، حيث لاحظ أن الحال في مستشفى الشفاء ينطبق تماما على المستشفى الأهلي، حيث تحول إلى مخيم للنازحين، فالمرضى يفترشون الأرض والجرحى ينتظرون طويلا لإجراء العمليات الجراحية.
وكشف أنه في اليوم التالي تلقى مدير المستشفى الأهلي المعمداني الدكتور ماهر عياد بدروه مكالمة هاتفية من الجيش الإسرائيلي يأمرونه بإجلاء المرضى وإخلاء المستشفى، مؤكدا أن المسيّرات الإسرائيلية أطلقت بعدها صواريخ على سياج المستشفى، ليتلقى الدكتور ماهر مكالمة هاتفية أخرى من الضابط نفسه الذي وبخه لعدم الإجلاء وقال له “ما لم يقم بإخلاء المستشفى فإنه سوف يستهدف ويقصف”.
وأوضح أنه بعد أن تلقت إدارة مستشفى الأهلي المعمداني تطمينات من أسقف لندن، استمر الأطباء في عملهم، لكن المستشفى تعرض لقصف إسرائيلي أدى إلى انهيار سقف غرفة العمليات بالمستشفى أثناء إجراء عملية جراحية، مؤكدا أن الدبابات الإسرائيلية طوقت المستشفى، وكان هناك العديد من الجثث في ساحته.
ومن المعلومات التي أوردها الدكتور في شهادته أنه رأى جرحى فلسطينيين أصيبوا برصاص قناصة من جيش الاحتلال في قطاع غزة، وأن الأطباء اضطروا لإجراء عمليات جراحية عدة دون تخدير إحداها لطفلة في التاسعة من عمرها.