تحدث المحللون والخبراء للإعلام الإسرائيلي عن شروط وطريقة تسليم المحتجزين خلال فترة الهدنة المؤقتة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، إذ اعتبروا ما يجري علامة على انتصار المقاومة ودليلا على أنها لا تزال قوية وتدير الأمور وفق خططها.
وقال المحلل في القناة الـ12 الإسرائيلية عميت سيغل إن رواية حديث يحيى السنوار إلى المحتجزين التي أكدتها جهات التحقيق الإسرائيلية تعدّ مثيرة للدهشة.
كما قال محلل القناة الـ13 تسيفي يحزقئيلي إن حماس رفعت شعار “بازار الشرق الأوسط يرحب بكم” لأنها تراهن على عامل الوقت وعلى صبر إسرائيل لأنها تعرف جيدا مطالب عائلات الأسرى.
وأضاف “هكذا بعد 50 يوما من الحرب فإننا نتواصل ونتعامل مع حماس وننتظر ما سيقوله الناطق باسمها، وهذا ما تريده الحركة تحديدا”.
وأكد يحزقئيلي أن حماس “لا تزال موجودة في الضفة الغربية، والناس هناك يحتفلون ويرفعون أعلامها، وفي غزة حصل السكان على تسهيلات فلم يتظاهروا ضدها، وبالتالي فهي صامدة”.
أما الجنرال احتياط عاموس يدلين -الرئيس السابق لشعبة المخابرات في الجيش الإسرائيلي- فقال إن حماس تسيطر على جنوب قطاع غزة سيطرة ميدانية منظمة، وإنها استطاعت إحضار الأسرى وفق اللوائح المتفق عليها في الوقت والمكان المحددين.
وبالتالي -يضيف يدلين- فإن إسرائيل لم تصل حتى إلى نصف الطريق من أجل تحقيق الهدفين المعلنين للحرب، وهما القضاء على حماس واستعادة المحتجزين والأسرى، حسب رأيه.
وفي السياق، قالت عضوة الكنيست السابقة أسترينا طرطمان إن الأسرى الفلسطينيين يخرجون بناء على شروط حماس، وإن حكومة إسرائيل لا تستطيع نفيهم إلى غزة لأنها ملتزمة بشروط الهدنة، مما يعني أن حماس هي التي تقود الأمور وإسرائيل خاضعة لشروطها طيلة الوقت.
بدوره، قال شيركي -وهو محلل في القناة الـ12- إن حماس لا تزال واقفة على قدميها ولديها اتصال بين عناصرها في شمال وجنوب قطاع غزة، وتنفذ بنود الهدنة بدقة، و”هذا يعني أن السنوار يدير المعركة بنجاح”.
الأمر نفسه ذهب إليه أوهيد حيمو من القناة الـ12 بقوله إن وقف إطلاق النار الحالي يؤكد أن حماس لا تزال مسيطرة على شمال القطاع وليس على جنوبه فقط كما كنا نظن، قائلا “إنهم يحدثوننا عن فرق معزولة عن بعضها داخل الأنفاق لكن الحقيقة أن حماس تلزم مقاتليها في كل مكان بوقف إطلاق النار ويبدو أن ضرب القيادة والسيطرة أقل بكثير مما كنا نريد”.
أما عضوة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست طالي غوتليب فذهبت لما هو أبعد، إذ قال إن الجميع في إسرائيل يتحمل مسؤولية إعادة هيبة الدولة واستعادة الأسرى لأن الحرب التي بدأت بهزيمة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لا بد أن تنتهي بالنصر.
وأضافت “لن أقف صامتة بينما حماس تفرج عن المحتجزين بالقطارة.. كلمة احتلال ليست قاسية، وأنا أقول بملء فمي إن علينا احتلال شمال غزة وإعادة بناء المستوطنات فيه”.
ليس هذا وحسب، فقد أكدت غوتليب أن “دم عدوي الشرس مهدور، وقد ولد ليموت ولأن الأرض مقدسة بالنسبة له وفق معتقداته فإن علينا مصادرة أرضه، علينا أن نفعلها كما فعلناها عند إقامة الدولة (إسرائيل)”.
وقال ينيف هغاي -وهو من سكان مستوطنة يئيري في غلاف غزة- إن حماس “هي من يدير أمورنا منذ 20 عاما.. إنهم يعرفون متى يبدؤون ومتى ينهون الأمر وفق شروطهم.. مرة طوارئ ومرة حياة عادية ومرة صواريخ ومرة بالونات، وهكذا”.
وأضاف هغاي “إنهم هم من يقررون كل شيء في غلاف غزة، والآن على الحكومة أن تعترف بأنهم يقررون كل ما يحدث في عموم إسرائيل. علينا أن نبادر وأن تكون لنا رؤية وقرارات وإلا سنظل معلقين بما تريده وما تقرره حماس”.