تتزايد المخاوف الاقتصادية العالمية يوما بعد يوم مع تفاقم الأزمة الأمريكية الأخيرة المتعلقة بسقف الدين وتأثير التخلف عن السداد على وضع الدولار، حيث خرجت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا بتصريحات مثيرة للجدل خلال منتدى قطر الاقتصادي في العاصمة الدوحة.
منتدى قطر الاقتصادي
وأكدت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، على قوة الدولار الأميركي، مشيرة إلى عدم اعتقادها في عدم صحة زوال الدولار، وفق ما ذكر موقع دبليو “تي في بي”.
واستبعدت رئيسة الصندوق، أي تغيير سريع في حصة الدولار من الاحتياطيات العالمية، مشيرة إلى أن مكانة العملة الخضراء تستند إلى قوة الاقتصاد الأميركي.
وذكرت أن امتداد الدولار لعشرات السنين، يأتي من قوة أسواقها المالية، مرجحة عدم تراجع معدلات الفائدة العالمية قبل عام 2024 أو أوائل 2025، مشيرة إلى أنها تثق في أن الولايات المتحدة لن تتخلف عن سداد الديون.
وقد تتخلف الحكومة الأميركية عن سداد فواتيرها الشهر المقبل – وحتى التخلف عن سداد ديونها – إذا لم يرفع الكونجرس سقفًا قدره 31.4 تريليون دولار على الاقتراض الحكومي، وهو فشل قد يؤدي إلى كارثة اقتصادية وذعر في الأسواق المالية العالمية.
وانتهت الجولة الأخيرة من محادثات سقف الديون بين ممثلي الرئيس جو بايدن والجمهوريين في الكونجرس دون إحراز تقدم يوم الثلاثاء، مع اقتراب الموعد النهائي في الأول من يونيو.
وقالت جورجيفا في منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة، الذي نظمته بلومبيرج: “يخبرنا التاريخ أن الولايات المتحدة ستصارع فكرة التخلف عن السداد هذه”.
ورطة الدولار عالميا
ووافق وزيرا المالية من المملكة العربية السعودية وقطر، اللذان انضما إلى جورجيفا في حلقة النقاش على أن هناك حاجة إلى قرار عاجلاً وليس آجلاً، حيث قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان: “آمل أن تسود الحكمة وأن تسود عاجلاً (وليس آجلاً) ليس من السهل اللعب مع الأسواق الدولية، وعندما يصابون بنزلة برد، سيعطس الجميع”.
وقالت جورجيفا، إن الدولار من المرجح أن يظل عملة احتياطي عالمية على الرغم من المناقشات المتزايدة حول تحركات الدول لتقليل اعتمادها على الدولار، والمعروف باسم “إزالة الدولرة، مضيفة: “لا نتوقع حدوث تحول سريع في احتياطيات (الدولار)؛ لأن السبب في أن الدولار هو عملة احتياطية يرجع إلى قوة الاقتصاد وعمق أسواق رأس المال”.
من جانبه أكد المحلل السياسي الدكتور أحمد سيد أحمد، أن تصريحات مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا التي تشير فيها إلى قوة الدولار، وأنه سيظل العملة الأولى عالمياً وعملة الاحتياط، وأن عرشه لن يهتز، وأن أمريكا لن تتعرض للإفلاس، وقادرة على سداد ديونها هي تصريحات سياسة أكثر من كونها اقتصادية.
وأضاف سيد أحمد في تصريحات لـ”صدى البلد”: بالنسبة للنقطة الأولى المتعلقة بمكانة الدولار في الاقتصاد العالمي، فلا شك أن عرش الدولار اهتز بشكل كبير خاصة في العقد الأخير ولم يعد العملة الأولى أو الرئيسية التي تسيطر على معظم الاقتصاد العالمي.
وأشار: هناك 60 دولة فقط لا تزال عملتها بالدولار، حيث تراجعت نسبته من حجم التجارة العالمية من 85% إلى أقل من 60% العام الماضي 2022، مضيفا: الدولار تراجع بشكل كبير في مقابل صعود العملات الأخرى مثل الروبل الروسي، الروبية الهندية، اليوان الصيني، واليورو “عملة الاتحاد الأوروبي”، وهناك توجه من قبل كثير من الدول للتعامل بعملتها المحلية والاستغناء عن الدولار، وذلك ضمن التبادل التجاري مثل الصين وروسيا أو البرازيل.
انفراد الدولار بالهيمنة
ولفت: هناك دول كثيرة بدأت تستخدم سلة عملات مختلفة لم تعد تقتصر فقط على الدولار، مشيرا إلى أن الدولار صحيح لم يفقد دوره كعملة أولى ولكن تراجع بشكل كبير مقارنة مع عملات أخرى في العالم، وهذا يرجع أيضا إلى ضعف الاقتصاد بسبب الأزمات التي واجهها الاقتصاد الأمريكي نتيجة جائحة كورونا في عام 2021 و2022، أيضاً الأزمات الاقتصادية والحرب الروسية الأوكرانية ورفع معدلات الفائدة.
واختتم أن الحديث عن استمرار انفراد الدولار بالهيمنة على الاقتصاد العالمي هو قول غير صحيح كما ورد في تصريحات مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا في منتدى قطر الاقتصادي في الدوحة.