يغفل الكثيرون عن أسهل صيغة للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تقضى بها الحوائج وتنال بها الشفاعة؛ ويرزق قائلها بخيري الدنيا والآخرة.
أسهل صيغة للصلاة على النبي
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أقرب القربات وأعظم الطاعات، وهو أمر مشروع بنص الكتاب والسنة وإجماع الأمة، فأما الكتاب: فقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
وفي بيان أسهل صيغة للصلاة على النبي، كشف الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء الصيغ التالية:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ صَلاَةً تُنَجِّينَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَهْوَالِ وَالْآفَاتِ ، وَتَقْضِي لَنَا بِهَا جَمِيعَ الْحَاجَاتِ ، وَتُطَهِّرُنَا بِهَا مِنْ جَمِيعِ السَّيِّئَاتِ ، وَتَرْفَعُنَا بِهَا عِنْدَكَ أَعَلَى الدَّرَجَاتِ ، وَتُبَلِّغُنَا بِهَا أَقْصَى الْغَايَاتِ ، مِنْ جَمِيعِ الْخَيْرَاتِ ، فِي الْحَيَاةِ وَبَعْدَ الْمَمَاتِ. من قرأها خمسمائة مرة ينال ما يريد إن شاء الله تعالى.
وقال السمهودي في ( جواهر العِقدَين في فضل الشرفَين ) : من أراد النجاة من الطاعون فليكثر منها . نقله ابن أبي حجلة عن ابن خطيب يبرود وهي مجربة صحيحة ، ومن قالها في مهم أو نازلة ألف مرة فرج عنه وأدرك مأموله.
وقال الفاكهاني في كتاب (الفجر المنير ) : أخبرني الشيخ الصالح موسى الضرير أنه ركب البحر قال : وقامت علينا ريح يقال لها الإقلابية قلَّ من ينجو منها إن قامت عليه فمرت بي سِنَةٌ من النوم فرأيت النبي ﷺ وهو يقول : قل لأهل المركب يقولوا ألف مرة [ اللهم صلِّ على محمد … إلى آخرها ] قال : فاستيقظت وأخبرت أهل المركب بالرؤيا ، فصلينا نحو ثلاثمائة ففرج الله عنا.
اللهم صلِّ أفضلَ صلاة وأكملها وأدومها، وأشملها، على سيِّدنا محمد عبدك الذي خصصته بالسيادة العامة فهو سيد العالمين على الإطلاق، ورسولك الذي بعثته بأحسن الشمائل وأوضح الدلائل ليتمم مكارم الأخلاق، صلاة تناسب ما بينك وبينه من القرب، الذي ما فاز به أحد، صلاة لا يعدُّها ولا يحدُّها قلم ولا لسان. ولا يصفها ولا يعرفها ملك ولا إنسان، صلاة تسود كافة الصلوات كسيادته على كافة المخلوقات، صلاة يشملنا نورها من جميع جهاتنا في جميع أوقاتنا ويلازم جميع ذراتنا في حياتنا وبعد مماتنا، وعلى آله الأطهار وأصحابه الأخيار وسلم تسليمًا كثيرًا.
الْلَّهُم صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمِّدٍ ،كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنَا آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى آلِ سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيمَ فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .
صوَّب النووي وغيره أنها أفضل كيفيات الصلاة عليه ﷺ ، وأنه لو حلف أن يصلي عليه ﷺ أفضل الصلاة فطريق البِرِّ أن يأتي بها.
قال الإمام تقي الدين السبكي كما نقله عنه ولده تاج الدين في “الطبقات” : إن من أتى بها فقد صلى على النبي ﷺ بيقين ، وكان له الجزاء الوارد في أحاديث الصلاة بيقين ، وكل من جاء بلفظ غيرها فهو من إتيانه بالصلاة المطلوبة في شك ؛ لأنهم قالوا : كيف نصلي عليك؟ قال : قولوا ….. فجعل الصلاة عليه منهم هي قول هذا . ثم قال : وكان لا يفتر لسانه -أي والده- عن الإتيان بهذه الصلاة.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْفَاتِحِ لِمَا أُغْلِقَ ، وَالْخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ، نَاصِرِ الْحَقِّ بِالْحَقِّ، وَالْهَادِي إِلَى صِرَاطِكَ الْمُسْتَقِيمِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ حَقَّ قَدْرِهِ وَمِقْدَارِهِ الْعَظِيمِ. هذه الصلاة تسمى “صلاة الفاتح” وتنسب لسيدي أحمد التيجاني رضى الله عنه ، كما تنسب إلى سيدي محمد البكري رضى الله عنه (مفاتح القرب للشيخ محمد زكي إبراهيم رحمه الله شيخ الطريقة المحمدية).
وقال الشيخ الهدار محمد بالمدينة المنورة : من قرأ صلاة الفاتح ليلة الجمعة مائة مرة رأى النبي ﷺ في المنام، وهو مجرب والحمد لله، وإن واظب عليها كل يوم مائة مرة انكشف له كثير من الحجب، وحصل له من الأنوار وقضاء الحوائج ما لا يعلمه إلا الله.
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ صَلَاةَ الْأَزَلِ وَالْأَبَدِ بِمَا لَا يُحْصَى وَلَا تُحِيطُ بِهِ دَائِرَةٌ ، وَرَضِىَ اللهُ عَنْ أَصْحَابِهِ أَهْلِ الْكَمَالِ وَالتَّكْمِيلِ الَّذِينَ هَدَى اللهُ بِهِمْ كُلَّ حَائِرٍ وَحَائِرَةٍ . وردت عن الشيخ أبي المواهب الشاذلي -رضى الله عنه- في شرحه للحكم العطائية.
3- اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْحَبِيبِ الْبَشِيرِ ، الشَّفِيعِ النَّذِيرِ ، الَّذِي أَخْبَرَ عَنْهُ رَبُّهُ الْكَرِيمُ ؛ بِأَنَّ لِلهِ فِي كُلِّ نَفَسٍ مِائَةَ أَلْفِ فَرَجٍ قَرِيبٍ ، وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا . تسمى هذه الصلاة بصلاة الفرج ذكرها السيد محمد علوي المالكي -رضى الله عنه- في كتابه [أبواب الفرج].
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ الْبَابِ الْمَفْتُوحِ لِلطَّالِبِينَ، وَالْفَضْلِ الْمَمْنُوحِ لِلْوَاصِلِينَ ، وَاجْمَعْنَا بِهِ فِي الدُّنْيَا وَالدِّينِ ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينِ ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. هذه الصلاة للشيخ المبارك حسن شداد رضى الله عنه ، وقال : جاهد تشاهد. [الكنوز لمحمدية]
اللهم صلِ علي سيدنا محمد الحبيب إذا عُدِمَ الحبيب، والطبيب إذا عز الطبيب، راحة القلوب إذا اشتدت الكروب، سر الدواء وأصل الشفاء ، وعناية السماء، ومصدر الرجاء، صلي الله عليه وعلي آله الأوفياء، وأصحابه الرحماء، صلاة محيطة بجميع الكمالات، عالية علي سائر الصلوات، تُطهرنا بها من غرور النفس وشواغل الحس، وسيئات الذنوب، وخائنة الأعين، وما تخفي الصدور، صلاة تغفر لنا بها جميع الزلات والهفوات ، وتسترنا بها فى الحياة وترحمنا بها بعد الممات.