أدرج الجهاز القومي للتنسيق الحضاري في مشروع حكاية شارع اسم العادل ابو بكر، للتعريف به وتخليد ذكراه للاجيال القادمة وسيف الدين أبو بكر أحمد بن أبي الشكر أيوب بن شادي بن مروان، الملقب بـ “العادل أبو بكر”، هو شقيق صلاح الدين الأيوبي، ثالث سلاطين الدولة الأيوبية في مصر.
استنابه صلاح الدين على مصر لما توجه إلى بلاد الشام في ربيع الأول سنة 570هـ/1174م، ليبدأ سياسته في توحيدها مع مصر تحت سلطانه، وقد بقي نائبًا له فيها حتى فتح صلاح الدين حلب سنة 579هـ/1183م فولاه إياها، ثم أعاده إلى ولاية مصر سنة 582هـ/1186م على أن يكون “أتابك” ابنه “العزيز عثمان”.
وعقب فتح صلاح الدين لمدينة عكا في جمادى الأولى 583هـ/1187م، توجه العادل من مصر إلى أخيه صلاح الدين وهو على حصار صور، ثم رافقه إلى عسقلان حتى فتحت في آخر جمادى الأخرى فولاه إياها، وشارك صلاح الدين في فتح بيت المقدس في رجب من السنة نفسها، وتولى استيفاء الفدية التي ضربت على الصليبيين فيها.
بعد ذلك عاود مع صلاح الدين حصار صور، فلما امتنعت عليهما رحل صلاح الدين عائدًا إلى عكا، وسار العادل إلى مصر، وبقي فيها حتى سنة 584هـ/1188م، ثم توجه إلى الشام، فأقامه صلاح الدين في “تبنين” ليحفظ البلاد أثناء توجهه لفتح جبلة، اللاذقية، وحين عاد صلاح الدين من فتح جبلة واللاذقية، أعطى العادل الكرك وأخذ منه عسقلان، ثم أذن له بالعود إلى مصر.
كان الملك العادل يعتقد أنه أحق الناس بالسلطنة بعد أخيه صلاح الدين، إلا أنه لم يتابع سياسة أخيه في مقاومة الصليبيين، بل آثر مسالمتهم، فما كانت تنتهي هدنة حتى يسارع إلى تجديدها حتى انتهت آخر هدنة في سنة 614هـ/1217م، حيث كانت (الحملة الصليبية الخامسة) في طريقها إليه، ولما وصلت طلائعها إلى عكا خرج من مصر إلى الشام، فبرز الصليبيون لقتاله، فانحرف عنهم إلى بيسان من الأردن، ثم اتجه نحو دمشق.
كاد يستقر فيها حتى فوجئ بالحملة الصليبية تصل إلى عكا، ثم تشق طريقها بحراً نحو دمياط، وقد استطاع الصليبيون في آخر جمادى الأولى سنة 615هـ/1218م من الاستيلاء على برج دمياط، وهو برج منيع، وكان سقوط هذا البرج مؤذنًا بسقوط دمياط في أيديهم.