قال الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة إن مستشفى كمال عدوان (شمال) يشهد وضعا كارثيا، في ظل وصول عدد من جثث الشهداء به إلى أكثر من 108 جثث، إضافة إلى العشرات من الجرحى الذين تتعذر معالجتهم بسبب انقطاع الكهرباء وانعدام الاحتياجات الطبية اللازمة.
وأوضح -في حديث لقناة الجزيرة، بينما أصوات إطلاق النار متداخلة مع صوته- أن المستشفى به أكثر من 7 آلاف نازح ممن لجؤوا إليه بحثا عن الأمان، بينما يستمر القصف المدفعي في محيطه وإطلاق رصاص القناصة على من يحاول الخروج، مشيرا إلى أنه تم قنص 5 شباب لا تزال جثثهم أمام مدخل المستشفى.
وأشار البرش إلى وجود حالة خوف ورعب شديدين لدى من بالمستشفى بسبب استهدافه المتعمد والمباشر من قبل قوات الاحتلال، ولا يزال البعض يحاول الخروج من هول ما يحدث رغم خطورة الأمر واستهداف القناصة لهم، في ظل احتمالية النجاح في تجاوز رصاص القناصة والابتعاد عن المكان.
وذكر أيضا بأن عدد الشهداء أمس الاثنين بلغ -بمعدل يومي- 350 شهيدا، مؤكدا أن الاحتلال مستمر في استهداف جميع المستشفيات، وأنه بعد خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بسبب انقطاع الكهرباء لم يتبق شمال القطاع المحاصر سوى 3 مستشفيات هي العودة والمعمداني والصحابة.
وأشار الدكتور البرش إلى خروج أكثر من 55 سيارة إسعاف من الخدمة، بينما استشهد أكثر من 250 من العاملين بالمجال الصحي، محذرا من وقوع مجزرة جديدة داخل مستشفى كمال عدوان كما حدث قبل الهدنة في مجمع الشفاء الطبي والمستشفى الإندونيسي.
وشدد مدير عام الصحة على أنه لا توجد أي منطقة آمنة في القطاع، وأن قوات الاحتلال تتعامل مع المستشفيات باعتبارها ثكنات عسكرية، مطالبا بإيقاف فوري للإبادة الجماعية بحق سكان القطاع وإدخال مستشفيات ميدانية كبيرة لاستيعاب أعداد الجرحى التي تجاوزت 40 ألف جريح.
كما طالب الدكتور البرش بفتح معبر رفح الحدودي مع مصر بشكل كامل أمام إدخال المساعدات الإغاثية والطبية، والسماح بنقل المصابين عبره، مضيفا “هل من المنطق أو العقل أن يسمح حتى الآن بإدخال 400 مصاب فقط بينما بلغ عدد الجرحى 40 ألفا”.