حذّر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة -في تصريح لقناة الجزيرة- مجلس الأمن الدولي من الخطر الذي يشكله الوضع في قطاع غزة على السلم والأمن الدوليين، وقال إن الأمين العام للأمم المتحدة مصمم على مواصلة الجهود للتوصل لوقف إطلاق نار في قطاع غزة.
وكشف أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيخاطب مجلس الأمن قبل نهاية الأسبوع بشأن المبادرة التي أطلقها، مشيرا إلى مناقشات تدور الآن حول المسألة ” لكننا لا نتحكم في أعمالهم كي نتوقع وقتا معينا للاستجابة لدعوة الأمين العام”.
كما أكد أن الإمارات وضعت مشروع قرار ستتم مناقشته والتصويت عليه من قبل مجلس الأمن الدولي.
وكان غوتيريش وجّه رسالة غير مسبوقة إلى مجلس الأمن بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، محذرا من مخاطرها على مستوى العالم، كما حذر من أن النظام العام في القطاع يوشك أن ينهار بالكامل.
واعتمد الأمين العام على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي نادرا ما تستخدم والتي تخوّله “لفت انتباه مجلس الأمن إلى أي مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين”.
وأعرب دوجاريك عن أمله في أن تدفع الخطوة التي قام بها غوتيريش أعضاء مجلس الأمن والمجتمع الدولي لأن يكونوا في مستوى مسؤوليتهم ويتفادوا كارثة إنسانية خطيرة في قطاع غزة وإسرائيل.
وبشأن ما إذا كانت هناك واقعية في إمكانية تجاوب مجلس الأمن مع ما طرحه غوتيريش، قال “إن الأمين العام مصمم على مواصلة الجهود للوصول إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية”، وأضاف “المعاناة الإنسانية يجب أن تتوقف والقتل يجب أن يتوقف”.
وفي حال كانت هناك محاولة من أي طرف لعرقلة خطوة الأمين العام، نوّه المسؤول الأممي إلى أن السلطة التي يملكها مجلس الأمن واضحة، والأمين العام ليس لديه صوت، مشيرا إلى أن مجلس الأمن يواجه تحديات لكي يحصل على قرار بالإجماع حول الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.
وعن موقف الولايات المتحدة الداعم لإسرائيل في حربها على قطاع غزة، قال “نحن نتفهم أن الأعضاء لديهم وجهات نظر مختلفة وأمور ينبغي أن يأخذوها بعين الاعتبار.. نحن واقعيون والأمين العام مصمم على الاستمرار في هذه الجهود”.
وبشأن تصريح وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي قال فيه “إن ولاية غوتيريش خطر على السلام العالمي، وما قام به هو دعم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وقتل المدنيين واختطاف الأطفال والاعتداء على النساء”، تحاشى المسؤول الأممي الرد واكتفى بالقول: “إن الأمين العام للأمم المتحدة يقف إلى جانب إيقاف القتل وإدانة الإرهاب وإيقاف المعاناة، وهو إلى جانب السلام والمصالحة والتصالح”.
محاولة عرقلة
ومن جهة أخرى، قلل الأكاديمي والخبير في الشأن الإسرائيلي، الدكتور محمد هلسة -ضمن الوقفة التحليلية اليومية على قناة الجزيرة “غزة.. ماذا بعد؟”- من أهمية الخطوة التي قام بها الأمين العام، لأن إسرائيل -حسبه- لا تنفذ القرارات الدولية وموقفها عبّر عنه وزير خارجيتها، وقال إن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة نفسه ساوى في حديثه بين القاتل والمقتول.
ويذكر أن المسؤول الأممي في حديث للجزيرة قال إن الأمين العام الأممي مصمم على الاستمرار في جهوده من أجل التوصل لوقف إطلاق نار في غزة لأسباب إنسانية، حيث إن هناك “15 ألف قتيل وأكثر من 40 ألف جريح فلسطيني في غزة وأكثر من ألف إسرائيلي قتلوا في هجوم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي”.
ومن جهته، ثمّن الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي استخدام غوتيريش المادة 99، معتبرا أنها دفعة قوية تضع العالم أمام حقيقة أخلاقية للمرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة، وستزعج الولايات المتحدة وإسرائيل.
ولم يستبعد مكي أن تلجأ واشنطن إلى محاولة عرقلة اتخاذ القرار بشأن الخطوة.