كشف مسؤولون بريطانيون أن السعودية أجلت خطط زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى لندن قبل أيام فقط من استضافة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض. وكانت المناقشات بين المسؤولين البريطانيين والسعوديين بشأن زيارة ولي العهد مستمرة منذ عدة أشهر، وكان من المقرر في البداية أن يكون يوم 3 ديسمبر موعدًا محتملًا للوصول.
ومع ذلك، وفقا لما نشرته فاينانشال تايمز، في الأسبوع الماضي، تم تأجيل الخطة المؤقتة لزيارة ولي العهد، مما أثار تكهنات حول ديناميكيات علاقة المملكة المتحدة مع المملكة العربية السعودية، خاصة في ضوء زيارة بوتين اللاحقة إلى الرياض في 6 ديسمبر. وأثار كبار النواب المحافظين تساؤلات حول القرب من التأجيل وزيارة بوتين، مما يشير إلى آثار محتملة على العلاقة بين المملكة المتحدة والسعودية.
نفى المسؤولون السعوديون أي صلة بين التأخير والاجتماع مع بوتين، مستشهدين بقضايا الجدولة الطويلة الأمد باعتبارها السبب الرئيسي للتأخير. وكان ريشي سوناك، رئيس وزراء المملكة المتحدة، قد وجه دعوة لولي العهد للزيارة في الخريف، والتي كانت متوقعة في البداية في أكتوبر أو نوفمبر. ولم تتم الزيارة خلال تلك الأشهر بسبب تحديات الجدول الزمني.
ووصف السير إيان دنكان سميث، زعيم حزب المحافظين السابق، التأجيل بأنه “ازدراء” وأعرب عن دهشته من ترحيب ولي العهد ببوتين، بالنظر إلى غزو روسيا لدولة مجاورة. وحذر من خطر التلاعب ببريطانيا وحلفائها الغربيين.
نفى الأمير خالد بن بندر، سفير المملكة العربية السعودية في لندن، مزاعم الازدراء، مؤكدا على قوة العلاقات البريطانية السعودية. وقال: “العلاقة قوية كما كانت وستظل كذلك. وأولئك الذين يرغبون في تفسير الأمور بشكل مختلف مخطئون”.
أثار روبرت كورتس، أحد كبار أعضاء البرلمان من حزب المحافظين، مخاوف بشأن فشل دبلوماسي محتمل للمملكة المتحدة في مواجهة هجوم دبلوماسي منسق من قبل بوتين. وحث على مراجعة الموارد والاستراتيجية وراء السياسة الخارجية والدفاعية للمملكة المتحدة لمنع الدول من الانزلاق نحو المنافسين الاستراتيجيين.
وعلى الرغم من تأخير زيارة ولي العهد، أكد المسؤولون البريطانيون على استمرار قوة العلاقة مع المملكة العربية السعودية. وأشاروا إلى الارتباطات الأخيرة رفيعة المستوى، بما في ذلك الزيارات التي قام بها وزير الدفاع جرانت شابس، ووزير الخارجية آنذاك جيمس كليفرلي، ووزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون الذي استضاف نظيره السعودي في لندن.