ويكافح ممثلو العديد من المنظمات الإنسانية الدولية لوصف هذا المستوى المنخفض الجديد بعد أن أمضوا معظم الشهرين الماضيين من الحرب في دق أجراس الإنذار بشأن الأوضاع على الأرض في غزة.
وقالت ألكسندرا ساييه من منظمة إنقاذ الطفولة خلال مؤتمر صحفي يوم الخميس: “أولئك الذين نجوا من القصف يواجهون الآن خطرًا وشيكًا للموت من الجوع والمرض”.
وقالت كيارا ساكاردي، الرئيسة الإقليمية لمنظمة العمل ضد الجوع: “إن نقص المياه والنظافة يؤدي إلى تفاقم الأمراض: الإسهال والقيء وحساسية الجلد والقمل في شعر الأطفال”.
وخلال فترة التوقف المؤقت للقتال في الشهر الماضي، أجرى برنامج الأغذية العالمي تقييماً سريعاً للأغذية، أصدره يوم الأربعاء، وخلص إلى أن الوضع في غزة “مثير للقلق”.
وفي بيان صدر بعد زيارة إلى غزة يوم الجمعة، قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي كارل سكاو: “إن سكان غزة ببساطة لا يأكلون”.
ووصف “الارتباك في المستودعات ونقاط التوزيع مع الآلاف من الجائعين اليائسين، ومحلات السوبر ماركت ذات الرفوف العارية، والملاجئ المكتظة والحمامات المتفجرة”. كان صوت القنابل الباهت هو الموسيقى التصويرية لأيامنا هذه.
وبحسب التقرير، فإن 83% من الأسر في جنوب غزة لا تعاني من استهلاك غذائي كافٍ، ويعاني 38% من “مستويات حادة من الجوع”.
وفي اتصال صحفي مع الصحفيين الدوليين يوم الخميس، وصف الخالدي من منظمة أوكسفام وآخرون الظروف في غزة بأنها “غير قابلة للحياة”.
وقالت إن “أوكسفام تنظر بشكل قاطع إلى هذه الأفعال، بما في ذلك استخدام التجويع كسلاح حرب، والقتل الجماعي للمدنيين والعقاب الجماعي، باعتبارها جرائم حرب”، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه إسرائيل والذي أدى إلى قطع الغذاء والماء والكهرباء والوقود. منذ أن بدأت الحرب.
ويوم الخميس، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن نظام الدعم الإنساني في غزة معرض لخطر الانهيار الشديد: “نتوقع أن يؤدي ذلك إلى انهيار كامل للنظام العام”.
تواصلت شبكة NBC News مع الحكومة الإسرائيلية للتعليق.
ورغم أن المساعدات الإنسانية دخلت القطاع منذ ذلك الحين، إلا أنها لا تشكل سوى جزء بسيط مما هو مطلوب.
ويدخل إلى غزة ما يقرب من 500 شاحنة يوميا قبل الأعمال العدائية، وخلال الهدنة التي استمرت سبعة أيام، كان هذا العدد حوالي 300. ومنذ انهيار وقف إطلاق النار، انخفض توزيع المساعدات مرة أخرى.
ووفقا لوكالة المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، حتى يوم الجمعة، لم تدخل سوى كمية محدودة من المساعدات إلى غزة، ويقتصر التوزيع على منطقة صغيرة حول مدينة رفح، على الحدود المصرية. وذكر تقرير الوضع أن المساعدات إلى خان يونس ووسط غزة “توقفت إلى حد كبير خلال الأيام القليلة الماضية بسبب شدة الأعمال العدائية والقيود على الحركة على طول الطرق الرئيسية”.
وقالت المنظمات إن المساعدات قليلة جداً وعدد كبير جداً من الناس، وهذا يولّد اليأس.
وقالت إيزابيل ديفورني، رئيسة منظمة أطباء بلا حدود، إن مجموعة من السكان المحليين الذين كانوا يبحثون عن طعام، هرعوا الأسبوع الماضي إلى شاحنة مساعدات ومنعوها من تفريغ حمولتها في المواصي، وهي بلدة بدوية في جنوب غزة.
وقال ديفورني إن الشاحنة كانت تحمل الدواء فقط، لكن الحادث “يعكس الوضع الرهيب حيث يوجد أشخاص والنقص الحقيقي في الغذاء وكل شيء”.