نشرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية مقالا لرئيس وزراء إسرائيل السابق يائير لبيد قال فيه إن أفضل طريقة لتدمير حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإنقاذ الأرواح هي مهاجمة مصادرها المالية ووقف تدفق الأموال إليها.
واعتبر أن ما قام به -عندما كان وزيرا للمالية قبل 10 سنوات- لـ”إعاقة عائدات حزب الله” بات “أكثر صحة الآن فيما يتعلق بحماس”، وقال “يجب على أي شخص يرغب في القضاء على هذه المنظمة أن يتصرف ضد مصادر إيراداتها.. يكمن جزء كبير من أموالها في البنوك.. أو في سوق العملات المشفرة، وهي في متناول اليد”.
وعبّر يائير لبيد عن زعمه بأن هذه المنظمة لا يمكنها شراء الأسلحة والتدريب وبناء الأنفاق ودفع الرواتب وتمويل هجماتها دون تدفق نقدي منتظم.
ودعا إسرائيل إلى تشكيل تحالف دولي بهدف اتخاذ “إجراءات ضد مصادر دخل المنظمات الإرهابية. فهذه الأموال بمثابة قوة دافعة للإرهاب، ويجب علينا، ويمكن، وقفها”، حسب زعمه.
ووفقا لوثيقة نشرتها وزارة الخزانة الأميركية بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تقدر الإيرادات السنوية لحماس بما يتراوح بين 2.5 مليار دولار و3 مليارات دولار، وفقما يقول لبيد، مستدركا “إن هذا مبلغ مبالغ فيه لكن كبار مسؤولي حماس الذين يعيشون خارج قطاع غزة.. هم من أصحاب المليارات المسجلين”، وفق ادعاءاته.
وقال -وفقا للصحيفة- إنه في الفترة التي ترأس الحكومة فيها هو ونفتالي بينيت أُوقِفت التدفقات النقدية القادمة نحو غزة من عدد من الدول والمنظمات، في حين أنه لم يتم فعل الكثير في الوقت الحالي -حسب رأيه- لإلحاق الضرر بحماس اقتصاديا، كما لم يتم الضغط “على الأميركيين لتطبيق سلاح العقوبات بقوة”.
وزعم أن “الشركات التابعة لشبكة حماس الاستثمارية، التي تعرضت لعقوبات منذ بعض الوقت، يتم تداولها في سوق الأسهم..”، كما لا تزال -بزعمه- حسابات حماس المصرفية نشطة.
وأضاف “لم نستخدم قدراتنا السيبرانية ولم نحشد القوة الاقتصادية لعالم الأعمال الإسرائيلي. وبالطبع، يجب على إسرائيل أن تضع حدا لتحويل الأموال من السلطة الفلسطينية إلى حماس في قطاع غزة”.
وتابع “حاليا، لا شيء من هذا يحدث. لا يوجد منسق مسؤول عن هذه القضية، ولا يوجد عضو في مجلس الوزراء مكلف بهذه المهمة”، داعيا إسرائيل إلى إنشاء فرقة عمل مالية شديدة المراس وفعالة لمعالجة هذه المسألة.
وقال لبيد “نحن بحاجة إلى جمع البيانات، بدءا من طرق تحويل الأموال إلى حماس، وانتهاء بشبكة الدعم العالمية التي تتمتع بها، مما يؤدي إلى خنق مصادرها المالية”.
واعتبر أن مثل هذه الخطوة ستضر بحماس أكثر من معظم العمليات العسكرية التي تجري الآن، وبتكلفة أقل بكثير من الدماء، على حد تعبيره.