شارك المصريون بكثافة في أول أيام عملية التصويت في المرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية 2024، دعما للاستقرار واستمرار مسيرة التنمية والبناء، والتي بدأت قبل 10 سنوات في أعقاب قيام ثورة 30 يونيو 2013، والتي ثار فيها المصريون ضد الهدم والتخريب والعودة لسنوات الظلام في ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين.
مصر تنتخب الرئيس
وكشفت التقارير الصادرة عن عدد من الجهات التي راقبت أول أيام تصويت المصريين في الداخل بالمرحلة الثانية من الانتخابات الرئاسية عن انتظام عملية الاقتراع وفتح الصناديق في مواعيدها و إدلاء المواطنين بأصواتهم بكل حرية ولم يتم رصد مخالفات إلا القليل منها.
وأصدر “ائتلاف نزاهة الدولي” تقريرًا يتناول أبرز ملاحظاته خلال عملية متابعة تصويت المصريين في الداخل منذ فتح باب التصويت في التاسعة صباحًا حتى انتهاء مرحلة التصويت في التاسعة مساءً، وهو التقرير الذي يُغطي 10 محافظات مصرية يتابعها الائتلاف ميدانيًا، وذلك في ضوء أعمال الائتلاف؛ لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية 2024.
ويضم ائتلاف نزاهة “100 شخص” ما بين متابعين دوليين ومترجمين ومنسقين محليين وإداريين، إضافة إلى غرفة عمليات الائتلاف التي تعمل على مدار الساعة لمتابعة سير العملية الانتخابية لحظة بلحظة. فيما يخطط الائتلاف لزيارة حوالي (2400) لجنة انتخابية فرعية في نطاق 10 محافظات مصرية، من إجمالي 11 ألفًا و631 لجنة على مستوى الجمهورية.
وجاء أبرز مشاهدات الائتلاف على مدار اليوم الأول من انطلاق عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية، كالتالي:
- كثافة كبيرة من الناخبين الراغبين في الإدلاء بأصواتهم أمام مقار الاقتراع في عدد كبير من اللجان الانتخابية، حيث توافد المواطنين أمام مقار الاقتراع قبل فتح اللجان أمام الناخبين بدقائق.
- تباطؤ في عملية التصويت نتيجة الزحام أمام عدد من اللجان الانتخابية، وهو ما تم الإشارة إليه في ساعات الصباح الأولى.
- تسهيلات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لضمان مشاركتهم في عملية التصويت بسهولة، مع توفير بطاقات مصممة بطريقة “برايل” لمساعدة أصحاب الإعاقة البصرية في ممارسة حقهم الانتخابي.
- وجود مسيرات شعبية بالقرب من بعض مراكز الاقتراع تحث المواطنين على المشاركة والتصويت في الانتخابات.
- تواجد أمني جيد في محيط مقار الاقتراع لتأمين العملية الانتخابية، وقد نتج عن ذلك حالة من الاستقرار وغياب أي مشاحنات أو تجاوزات رغم كثافة المشاركة على مدار اليوم، ولم يواجه الائتلاف أية تجاوزات خلال التعامل مع مسؤولي اللجان الانتخابية.
- تفاوت في معدلات المشاركة ما بين معدلات مرتفعة ومتوسطة في عدد من اللجان الانتخابية مع نهاية اليوم الأول، ومشاركة محدودة في الساعة الأخيرة للتصويت في بعض المناطق.
- مشاركة ملحوظة للنساء، مع اصطحاب بعض الناخبين لأبنائهم خلال المشاركة في التصويت.
- لم يتلق الائتلاف شكاوى تتعلق بالعملية الانتخابية، في حين أن غُرفة العمليات تلقت استفسارات من قبل عدد من الناخبين لمعرفة أقرب لجنة انتخابية، وذلك عن طريق الخط الساخن الذي أعلن عنه الائتلاف بشكلٍ سابق.
ويواصل ائتلاف نزاهة الدولي متابعة الانتخابات الرئاسية المصرية على مدار 3 أيام المخصصة لتصويت المصريين في الداخل، بالتنسيق مع غرفة العمليات المركزية الخاصة بالائتلاف التي تعمل على مدار 24 ساعة.
وخرج المصريون إلى لجان الانتخابات الرئاسية للإدلاء بأصواتهم في يوم وصف بالتاريخي من حيث حجم الإقبال، حيث أكدت الهيئة الوطنية للانتخابات أن من شاركوا في عملية التصويت بالانتخابات والتي تمتد على مدار ثلاثة أيام بدأت الأحد تجاوز 5 ملايين مواطن، حيث خرج المصريون بحثا عن الاستقرار واستكمال مسيرة البناء والتنمية.
الانتخابات الرئاسية 24
وقال المستشار أحمد بنداري مدير الجهاز التنفيذي للهيئة الوطنية للانتخابات ورئيس غرفة العمليات المركزية لمتابعة تصويت المصريين بالداخل، إن اللجان الانتخابية أعادت الفتح في موعدها بعد ساعة الراحة، وإن الإقبال علي اللجان الانتخابية أمر فاق كل التوقعات وخاصة أن أول يوم شهد توافدا كبيرا على اللجان، وخاصة لجان الوافدين التي شهدت إقبالًا كبيرًا علي التصويت في الانتخابات الرئاسية.
ووجه المستشار أحمد بنداري، الشكر بصفته المدير التنفيذي للهيئة، وكذلك مجلس إدارة الهيئة، للمواطنين المصريين على وعيهم وروحهم الوطنية وحثهم علي المشاركة في الاستحقاق النيابي والحفاظ علي حقهم الذي كفله لهم الدستور وقانون مباشرة الحقوق السياسية، في الإدلاء برأيهم في العملية الانتخابية.
وأضاف أن هناك إقبال على الاستعلام عن اللجان الانتخابية لعدد كبير من المواطنين بفارق كبير عن الأعوام الماضية، موضحًا أن 5 ملايين مواطن استعلموا عن لجانهم الانتخابية بالانتخابات الرئاسية على الموقع الإلكتروني الخاص بالهيئة الوطنية، و500 ألف استعلموا عبر الرسائل النصية علي الرقم (506207)، وكذلك 500 ألف أخرى عبر رسائل البريد.
من جانبها قالت الحملة الرسمية للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي، إنها تابعت بكل فخر واعتزاز حشود المصريين من كافة طوائف المجتمع وهم أمام مراكز الاقتراع يدلون بأصواتهم في اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية 2024 الموافق 10 ديسمبر 2023.
وأكدت الحملة الرسمية للمرشح عبد الفتاح السيسي، أنها تابعت استمرار التصويت في جميع اللجان الفرعية على مستوى الجمهورية من خلال وكلائها ومندوبيها ومفوضيها من الساعة التاسعة صباحاً وحتى غلق لجان الاقتراع في يومها الأول، مشيرة إلى انه لم يتم رصد أي مخالفات حتى الآن خلال العملية الانتخابية، مشيدة بدور الهيئة الوطنية للانتخابات في تنظيم العملية الانتخابية وفي جاهزية اللجان الانتخابية وانتظام سير العملية الانتخابية والعمل بجميع اللجان الفرعية.
فيما أكد الإعلامي محمد شبانة، أن انتخابات الرئاسة المصرية حدث كبير على مستوى العالم، والانتخابات حدث كبير في ظل وجود كيان شيطاني مزروع في المنطقة العربية، يحاول تضليل العالم ويعطي رسائل كاذبة، ويسعى لتصفية القضية الفلسطينية، ويهجر الشعب الفلسطيني، لذلك التوقيت حرج للغاية.
وقال شبانة في تصريحات عبر برنامجه “بوكس تو بوكس” الذي يبث عبر شاشة قناة “etc”: “لم نجني سوى الخراب منذ عشرين عامًا، تحت شعارات الديمقراطية وحقوق الإنسان، انهارت عدة دول عربية، وهذه المصطلحات أصبح الغرب يدهس عليه بشكل واضح، وهناك إبادة واضحة للشعب الفلسطيني”.
وأضاف: “الغرب حاول يصدر مصطلحات كثيرة للشرق الأوسط، وتم تدمير عدة دول عربية، حتى نكون تحت قيادة الغرب، وهناك حرب إبادة ضد الفلسطينيين خلال الفترة الحالية، وأمريكا استخدمت الفيتو لمنع إيقاف الحرب والإباد//ة، ولم يقف سوى فلسطين إلا دولة مصر، التي لازالت صامدة وبقوة، رغم محاولات تصدير الأزمات الاقتصادية لنا، هناك أزمات جزء كبير منها من صناعة الغرب”.
وواصل: “الدولة المصرية لا ترضخ مطلقًا، والاقتصاد سوف يتحسن وسوف نعبر كل الأزمات، وسنظل صامدين، للمحافظة على تاريخ الأمة العربية، وأصواتكم أمانة ورسالة لكل العالم، هذا حق دستوري لكل مواطن، لابد أن نشارك في الانتخابات الرئاسية جميعًا”.
دعم الدولة المصرية
وتابع: “أحذر المواطن المصري من محاولة البعض هز الثقة وجرجرة المواطن إلى بعض الأمور، سوف نتخطى كل الشدائد وسنقاوم بالعمل، وهكذا تولد العزائم والشدة عند البشر، والمحن دائمًا تظهر العزيمة، لابد أن يكون لنا موقف، والمشهد مفرح ولابد أن يستمر هكذا خلال اليومين المقبلين، لابد أن يكون هناك تلاحم وتكاتف والوقوف خلف الدولة المصرية”.
وزاد: “الجيش المصري سيظل صامدًا وحصنًا أمينًا، وهو سبب القوة التي نتحدث بها كمصريين وكذلك حصنًا للشعوب العربية، وكل ما حدث من تسليح وتطوير للجيش المصري، والقوات المسلحة أمر نفخر به جميعًا، ولن يستطيع أحد ان يقرب من (شبر واحد من الأراضي المصرية) وابسط شئ نقدمه الآن أن نشارك في الانتخابات ويستمر المشهد الرائع الذي رأيناه في اللجان الانتخابية”.
وأكمل: “كل الطامعين في مصر، لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئًا، الجيش المصري سيظل السد المنيع للمنطقة بأكملها، نحن كمصريين لدينا عزة وكرامة ووطنية وقوة وصلابة”.
وأردف: “لن أتحدث عن أزمات اقتصادية ضربت العالم كله، ولكن لدي ثقة كبيرة أننا سنتخطى كل هذه الأمور بالهمة والعزيمة، ولن ننهار أو نتراجع وسنكمل مشوارنا طول الوقت من أجل مستقبل مشرف للمصريين ولأولادنا وأحفادنا، ستظل مصر محروسة ونحن أمناء على هذه الدولة”.
واختتم: “الاستحقاق الانتخابي سيكون رسالة للعالم كله، في ظل هذا التوقيت الحرج، ونحن نعيش الآن مرحلة مهمة، والانتخابات جاءت في وقتها، حتى يرى العالم كله ماذا يفعل المصريين، في ظل وجود البعض يحاول “ينهش” فينا.. لكن مصر قوية وستظل أقوى”.
أسماء المرشحين للرئاسة والرموز الانتخابية، جاءت ضمن قرار الهيئة الوطنية للانتخابات، بشأن القائمة النهائية للمرشحين رقم (28) لسنة 2023، وتم نشره في الجريدة الرسمية مؤخرًا، حيث تضمنت القائمة النهائية للمرشحين: عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، ومحمد فريد سعد زهران، وعبد السند حسن محمد يمامة وشهرته عبد السند يمامة، وحازم محمد سليمان محمد عمر.
فيما أوضح القرار المتعلق بـ أسماء المرشحين للرئاسة (2024) والرموز الانتخابية، أسماء الشهرة للمرشحين الـ 4 المتنافسين على منصب رئيس الجمهورية في انتخابات الرئاسة 2024، والتي جاءت كالتالي: عبد الفتاح السيسي، فريد زهران، عبد السند يمامة، حازم عمر.
وجاءت الرموز الانتخابية كالتالي: رمز النجمة للمرشح عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، ورمز الشمس للمرشح محمد فريد سعد زهران، ورمز النخلة للمرشح عبد السند حسن محمد يمامة، ورمز السلم للمرشح حازم محمد سليمان محمد عمر.