لا يزال سعر البصل يمثل لغزا للنسبة الأكبر من المواطنين، الذين يرونه يتفوق في السعر على عدد كبير من الفواكه، على الرغم من كونه أحد السلع الأساسية، حيث وصل سعر الكيلو في الأسواق نحو 40 جنيهًا للكيلو الواحد، بنسبة زيادة إلى 30 ضعفاً مقارنة بالموسم الماضي، وهو ما دفع المواطنين للتساؤل عن موعد انخفاضه مرة أخرى.
ارتفاع كبير في أسعار البصل
شهدت أسعار البصل، ارتفاعا كبيرا للغاية، حتى زاد أكثر من 30 ضعفًا عن العام الماضي، وهذا يرجع إلى سوء الإدارة في عملية التصدير.
وترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً، اليوم؛ لمتابعة جهود ضبط الأسواق وأسعار السلع، بحضور الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين والتجارة الداخلية، والدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والدكتور محمد معيط، وزير المالية، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، واللواء هشام آمنة، وزير التنمية المحلية، وعدد من الوزراء وكبار المسئولين، للتوصل إلى حل لأزمة ارتفاع أسعار بعض السلع.
وخلال الاجتماع، تم التوافق على استصدار قرار باستمرار منع تصدير محصول البصل حتى 30 مارس المقبل، وذلك فى ضوء العمل على ضبط الأسواق وتوفير السلع، كما كلف رئيس الوزراء بسرعة عقد اجتماعات مع مسئولي اتحاد الصناعات المصرية، والغرف التجارية، للتوافق على تكلفة الإنتاج وهامش الربح للسلع الرئيسية التى يتم تحديدها، وذلك بما يضمن وصولها إلى المستهلك بالسعر العادل.
تشكيل لجنة دائمة لمتابعة حركة الأسواق
كلف رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، وزير العدل، بإعداد تعديل تشريعي، بتغليف العقوبة على محتكري السلع، إلى جانب العمل على تشكيل لجنة دائمة لمتابعة حركة الأسواق، بشكل مركزي، وعلى مستوى المحافظات.
وجدد رئيس الوزراء تأكيده على المتابعة الدورية بشكل شخصى لموقف إنتاج وتوافر السلع، وأسعارها على مستوى الجمهورية، وعرض ما يتم إعداده من تقارير فى هذا الشأن خلال اجتماعات مجلس الوزراء الأسبوعية، قائلا:”رسالتنا واضحة .. سنواجه هذا التحدي”.
سبب ارتفاع أسعار البصل
قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إنه حذر في شهر يونيو الماضي من أزمة البصل، وناشد بفرض رسوم على تصدير البصل أو منع تصديره، والحكومة استجابت بحظر التصدير بعد انتهاء الموسم في شهر سبتمبر، وهذا كان قرارا متأخرا لأنه بعد انتهاء الموسم التصديري.
ولفت الى ان مصر صدرت 350 ألف طن بصل هذا العام، بالرغم من أن الكميات المحلية كانت قليلة، وهذا نتج عنه ارتفاع سعر الكيلو إلى 40 جنيها.
وأكد النقيب، أن عدم بدء موسم الحصاد بعد، الذي يتوافق في شهري إبريل ومايو، جعل المتاح حاليا هو البصل «المقور»، وموسمه في شهري يناير وفبراير، والذي قد يساهم في تخفيف الأزمة لكن لن يقلل من السعر، لأن هناك شحا في البصل وغير متوفر لدى التجار أيضا.
انخفاض أسعار البصل في هذا التوقيت
أوضح نقيب الفلاحين، أن موسم البصل في أبريل ومايو، ومن الصعب تراجع الأسعار خلال الفترة المقبلة قبل الموسم الحقيقي للبصل.
وأضاف، أن هناك توقعات بانخفاض أسعار البصل بقيمتها الطبيعية، بداية من شهر مارس المقبل، حيث تعود المعدلات الطبيعية تدريجيا.
ارتفاع البصل وفترة العروة
كشف حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفواكه بغرفة القاهرة التجارية، عن سبب ارتفاع أسعار البصل في السوق المصري في الوقت الحالي.
وأوضح نجيب، في تصريحات صحفية، أن سبب ارتفاع أسعار البصل ترجع إلى قلة المعروض بالسوق المحلية تزامنًا مع فترة “العروة”، لافتا إلى تواجد فجوة كبيرة بين أسعار الجملة بسوق العبور وأسعار التجزئة، وتساءل نجيب: “لماذا يصل الفارق إلى 50% فى بعض الأحيان، رغم أن تكلفة النقل والشحن وهامش الربح لن تضيف أكثر من جنيهين إلى 5 جنيهات؟”.
التوسع فى زراعة المحصول الشتوى
أشار حاتم نجيب، إلى أن ارتفاع أسعار البصل خلال الفترة الماضية، دفع العديد من المزارعين للاتجاه نحو التوسع فى زراعة المحصول الشتوى للاستفادة من ارتفاع الأسعار.
ولفت حاتم نجيب، إلى أن فترة “العروة” هي الفترة الفاصلة بين موسمى حصاد السلعة الزراعية، حيث تحدث هذه الأزمة بشكل متكرر في عدد من السلع والمحاصيل وليس في البصل فقط، وذلك يرجع إلى التغيرات المناخية التى تؤدي إلى تغير أوقات الزراعة وتراجع الإنتاج.
زيادة المساحة المزروعة بالبصل
زادت المساحات المزروعة من البصل في مصر هذا الموسم، لتصل إلى 250 ألف فدان، مقارنة بنحو 220 ألف فدان الموسم الماضي.
ويبلغ متوسط إنتاج الفدان حوالي 18 طن، فيما تبلغ إجمالي الانتاجية حوالي 3 ملايين طن، نستهلك منه حوالي 2 مليون طن، ونصدر الفائض الذي يقارب من مليون طن سنويًا حسب احصائيات وزارة الزراعة، وبسبب حظر تصدير البصل، ربما يؤدي ذلك إلى عودة الأسعار إلى طبيعتها.