12/12/2023–|آخر تحديث: 12/12/202307:26 م (بتوقيت مكة المكرمة)
غزت صور كثيرة منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإعلامية، تظهر مستوطنين إسرائيليين من مختلف الأعمار، يتجولون في شوارع الأراضي المحتلة حاملين أسلحة، وهم يمارسون نشاطهم الاعتيادي، وهو الأمر الذي أثار تفاعل مغردين.
وأحدثت عملية طوفان الأقصى هزة قوية وعنيفة داخل إسرائيل، تجاوزت المستوى العسكري والاستخباراتي، إلى المستوى الاجتماعي، ويرى مراقبون أن هذه الهزة لن يتعافى منها الاحتلال وسيلازمه آثارها وتبعاتها مدة طويلة.
وحسب تقارير إعلامية، فإن 250 ألف طلب تقدم به إسرائيليون من أجل الحصول على رخص حمل السلاح بعد عملية طوفان الأقصى وفق أرقام لجنة الأمن الوطني، في حين تزايد الإقبال على مراكز التدريب على استخدام السلاح، وحصل الآلاف من الإسرائيليين على سلاح لأول مرة.
وأطلق وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير حُمى السلاح في إسرائيل الذي دعا إلى توزيع السلاح على الإسرائيليين، وبدأ هو بنفسه توزيع أسلحة على سكان مدينة عسقلان جنوب إسرائيل، كما أمر كذلك بتسهيل الحصول على تراخيص الأسلحة للمواطنين العاديين.
ووصفت صحيفة ليبراسيون الفرنسية في تقرير لها ما يجري في إسرائيل بالاندفاع المقلق نحو اقتناء الأسلحة النارية، الذي رأت أنه ليس مجرد استجابة للقلق الطبيعي، بل هو سياسة حكومية تدفعها العناصر الأكثر تطرفا في ائتلاف بنيامين نتنياهو، وخصوصا من وصفته بوزير الحرائق، إيتمار بن غفير.
ويرى مراقبون، أن تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأخيرة بأن إسرائيل مستعدة لمحاربة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهي جاهزة لسيناريو تقلب فيه فوهات البنادق، وتوجهها نحو قوات السلطة، يأتي في سياق محاولة تبرير تغول المستوطنين على أهالي الضفة.
وأثارت مشاهد حمل المستوطنين الإسرائيليين للسلاح تعليقات مختلف الأطراف، ورصد برنامج شبكات (12/12/2023) جانبا منها، حيث أثارت تخوف إسرائيليين، في حين علق فلسطينيون على ازدواجية المعايير بشأن السماح بحمل المستوطنين للسلاح دون الفلسطينيين.
تخوف إسرائيلي واستنكار فلسطيني
وغرد حساب إسرائيلي باسم روني “هذا التوزيع المفرط للأسلحة سينفجر في وجوهنا، كونوا على يقين أن لا شيء جيدا سيأتي من هذه الهدايا المميتة.. الجيش هو الذي يجب أن يحمينا وليس نحن”.
كذلك كتب باركر (إسرائيلي): “ألا تخشون من تداعيات تسليح الإسرائيليين بهذا الحجم؟ ستحفزون العنف والجريمة بصفوف الإسرائيليين أنفسهم”.
ومن تفاعلات الفلسطينيين، ما كتبته ريما: “الفلسطيني إذا حمل سلاحا فهو إرهابي، أما الإسرائيلي فيحق له، ليدافع عن نفسه؟ ألا ترون الفرق؟ حياتهم أغلى من حياتنا كما يبدو”.
أما باسيل فقال “هلا هم بدهم يخوفو الفلسطينيين بهاي الأسلحة أكيد وما تحكولي رح يسيطرو عليها لأنو بالنهاية البشر لا يمكن توقع تصرفاتهم وسيرون نتيجة هذه الأفعال الإجرامية”.
وفي السياق، حذرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية من أن توزيع السلاح دون مراقبة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الديناميات الأسرية وزيادة في حالات العنف.
بينما رأت صحف إسرائيلية أخرى أن سياسة بن غفير أحدثت اضطرابات داخل الحكومة، إذ أعلن رئيس قسم ترخيص الأسلحة النارية في الوزارة استقالته، عقب اعترافه في جلسة استماع في الكنيست، أن مقربين من بن غفير وافقوا على منح تراخيص أسلحة دون تصديق قانوني.
كما لفتت صحف إسرائيلية أيضا إلى أن سياسة بن غفير بمنح تراخيص السلاح أثارت مخاوف لدى مشرعين أميركيين من توزيع قطع السلاح التي تقدمها واشطن لتل أبيب على المدنيين.