- حذرت شيماء عيسى، وهي شخصية معارضة بارزة في تونس، يوم الثلاثاء من أن الجهود المبذولة لمحاكمتها تثير المخاوف بشأن الحريات المدنية.
- وقال عيسى: “يخاف الناس عندما يسمعون المقربين من السلطة يصفوننا بالخونة أو الإرهابيين، في حين أن هدفنا هو تغيير الأمور سلميا”.
- أصبحت محاكمة زعماء المعارضة أمراً شائعاً في تونس، مما دفع المراقبين إلى القلق بشأن التراجع الديمقراطي في بلد يوصف بأنه أحد قصص النجاح العميقة القليلة في الربيع العربي.
حذرت شخصية معارضة بارزة تحاكم في تونس بتهمة المساس بأمن الدولة اليوم الثلاثاء من أن الجهود المبذولة لمحاكمتها تثير الخوف بشأن الحقوق والحريات المدنية.
تحدثت شيماء عيسى، القيادية في ائتلاف الأحزاب المعارضة للرئيس قيس سعيد، إلى الصحفيين خارج محكمة عسكرية على الرغم من أمر حظر النشر. وانتقدت التهم ووصفتها بأنها ذات دوافع سياسية قبل دخولها جلسة المحكمة العسكرية.
وقالت: “الناس يخشون عندما يسمعون المقربين من السلطة يصفوننا بالخونة أو الإرهابيين، في حين أن هدفنا هو تغيير الأمور سلميا”.
قاض تونسي يأمر بإبقاء القيادي الإسلامي المؤثر رهن الاحتجاز
بالنسبة لمنتقدي الحكومة، فإن قضيتها تلخص المخاوف المتزايدة بشأن التراجع الديمقراطي في تونس في عهد سعيد.
واتهمت النيابة العامة عيسى “بالتآمر ضد أمن الدولة” وسجنتها في إطار موجة اعتقالات استهدفت شخصيات معارضة. وتواجه عقوبة السجن لمدة طويلة.
ويواجه منتقدو الرئيس بشكل متزايد الملاحقة القضائية والاعتقالات. ووجهت محاكم عسكرية لأكثر من 20 شخصاً تهمة “التآمر ضد أمن الدولة”.
وبدأ الادعاء العام التحقيق مع عيسى بعد أن انتقدت السلطات على أبرز محطة إذاعية في البلاد في فبراير/شباط. وقال محاميها سمير ديلو إن المتهمة اتُهمت بنشر أخبار كاذبة ومحاولة تحريض الجيش على عصيان الأوامر وتقويض الأمن العام في إطار مؤامرة مزعومة دبرت بعد أن التقت بدبلوماسيين أجانب وشخصيات معارضة أخرى.
وبعد جلسة الثلاثاء، قال ديلو لوكالة أسوشيتد برس إنه يتوقع صدور الحكم في المساء أو يوم الأربعاء. وظل عيسى، الذي سُجن من فبراير/شباط إلى يوليو/تموز، طليقاً في انتظار الحكم.
وقال المحامي إن المحاكم العسكرية ليست المكان المناسب لتوجيه الاتهامات ضد المدنيين مثل عيسى وحذر من التداعيات. وأضاف “لا بد من وضع حد لهذه المحاكمات السياسية التي تقوض حرية الرأي والتعبير”.
إعادة انتخاب السيسي تعتبر وشيكة مع إغلاق صناديق الاقتراع في مصر
وتؤخذ مثل هذه التحذيرات على محمل الجد في تونس، التي أطاحت بنظام قمعي في عام 2011 في أول انتفاضة للحركة على مستوى المنطقة والتي أصبحت تعرف فيما بعد باسم الربيع العربي.
وأصبحت الدولة التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة قصة نجاح بعد أن اعتمدت دستورا جديدا وأجرت انتخابات ديمقراطية. لكن منذ أن تولى سعيد منصبه في عام 2019، أقال رؤساء الوزراء وعلق برلمان البلاد وأعاد كتابة الدستور لتعزيز سلطته.
وقد تم سجن مجموعة من النشطاء وقادة الأحزاب السياسية، بما في ذلك راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية.
ونددت جماعات حقوق الإنسان الدولية بالمحاكمات العسكرية. ووصفت منظمة العفو الدولية الإجراءات المتخذة ضد عيسى بأنها مثيرة للقلق، وحثت السلطات على إسقاط جميع التهم على الفور “والامتناع عن اتخاذ المزيد من الإجراءات التي تهدد حقوق الإنسان”.