قال مسؤول أممي إن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة جراء الحرب الإسرائيلية “فاقت الانهيار”، في حين أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء تعرض قوات الاحتلال الإسرائيلي لفرق المنظمة في القطاع، داعية إلى حماية جميع العاملين، وذلك بعد اعتقال مدير مستشفى كمال عدوان.
وحذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك -أمس الثلاثاء- من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المدمر “فاقت الانهيار”، داعيا إلى احترام المعايير الدولية للحقوق.
وقال تورك للصحفيين في جنيف إنه من الصعب إيجاد كلمات قوية بما يكفي لوصف الأوضاع في غزة.
وأكد أن الأوضاع “خطيرة جدا”، مشيرا إلى أنه من الصعوبة بمكان إيجاد عبارات تصف مدى الخطورة، متسائلا عما إذا كانت عبارة “شديدة الخطورة تفي بالغرض”. وشدّد على أن الأمور “على وشك، بل فاقت الانهيار”.
من جهته، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس -في منشور له على منصة إكس- إن الجيش الإسرائيلي أوقف بعثة المنظمة إلى المستشفى الأهلي بغزة مرتين يوم السبت واحتجز عددا من أفراد جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأضاف أنه يشعر بقلق بالغ إزاء عمليات التفتيش المطولة واحتجاز العاملين الصحيين، الأمر الذي يعرض حياة المرضى الضعفاء للخطر.
كما عبّر غيبريسوس عن قلقه إزاء الأنباء الواردة عن مداهمة مستشفى كمال عدوان في غزة بعد أيام من الحصار.
ودعا بشكل عاجل إلى حماية جميع من في المستشفى، وكذلك إلى وقف فوري لإطلاق النار وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى المرافق الصحية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن قوات الاحتلال اعتقلت أحمد الكحلوت مدير مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع واقتادته إلى جهة مجهولة، وذلك بعد اقتحامها المستشفى واحتجاز طواقم طبية.
وذكرت الوزارة في بيان لها أن قوات الاحتلال أخلت سبيل 5 أطباء وكذلك السيدات من الكوادر الصحية، موضحة أنها اقتادت أكثر من 70 من الكوادر الصحية إلى جهة مجهولة.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال طلبت من الكوادر المتبقية تجميع كل المرضى والطواقم في مبنى واحد وإخلاء المباني الأخرى.
ويوجد في المستشفى إلى جانب الكوادر الطبية 65 جريحا و12 طفلا مريضا في عناية الأطفال من دون كهرباء أو ماء أو طعام.
وكانت المنظمة قالت في وقت سابق أمس إن 11 مستشفى فقط من بين 36 في غزة تعمل بشكل جزئي، واحد في شمال القطاع و10 في الجنوب.
وقال غيبريسوس إن المستشفى، الواقع في شمال غزة، وهي منطقة محرومة إلى حد كبير من المساعدات الإنسانية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول، كان يعمل بشكل محدود للغاية حتى قبل الحصار، وذلك بسبب نقص المياه والوقود والإمدادات.
ويشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلفت حتى مساء الثلاثاء 18 ألفا و412 قتيلا و50 ألفا و100 جريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة.