أصبح سلاح المقاطعة ضد كل ما ينتمى أو يدعم الكيان الإسرائيلي فعاليا على المستوى العالمي بشكل مرعب، حتى أجبرت كبرى الشركات العالمية للاستجابة لتلك الحملات، خوفا على مستقبلها، وذلك في ظل التعاطف العالمي الغير مسبوق مع الشعب الفلسطيني، في ظل الجرائم الغير مسبوقة من قبل جيش الاحتلال بحق قطاع غزة، وهو الأمر الذي جعل الصحف الإسرائيلية تصرخ وتنوح كثيرا لآثار تلك الحملات.
وفي أحدث ضربات تلك الحملات، رضوخ شركة بوما العالمية للمطالب التي وجهت لها بإلغاء رعايتها لاتحاد كرة القدم الإسرائيلي، وهو الأمر الذي أثار غضب الصحف العبرية، وحاولت أن تبرر القرار بأنه اتخذ منذ أكثر من عام، وأنه ليس استجابة لتلك الحملات، وبالتوازي، قامت شركة زارا العالمية بوقف عرض حملة إعلانات جديدة لها، وذلك احتراما للشعب الفلسطيني، حيث كانت الحملة تتضمن مشاهد لمن يتلفح بقماش أبيض شبيه بالكفن الإسلامي، وهى المشاهد التي أصبحت تتصدر وسائل الإعلام العالمية القادمة من قطاع غزة، مع جرائم الجيش الإسرائيلي وقتل الأطفال والنساء وكل ما هو حي داخل غزة.
شركة بوما تنهي رعايتها لفريق كرة القدم الإسرائيلي
قررت شركة بوما إنهاء رعايتها للاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم في قرار جاء بعد حملة مقاطعة كبرى بحقها داخل بريطانيا وعدد من دول العالم، وقد أعلنت حركة المقاطعة أن قرار الشركة جاء بفضل تحركها ضد الشركة، بينما حاول اتحاد كرة القدم الإسرائيلي نفى الأمر، وقال إن القرار لا علاقة له بالحرب بين إسرائيل وحماس، حسبما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز.
وادعى التقرير إن القرار الذي اتخذته المجموعة الألمانية اتخذ قبل عام، ولم يكن له أي علاقة برد فعل عنيف من جانب المستهلكين بشأن الرعاية، ولكن حتى الآن لم تعلق الشركة الألمانية على ما يروجه الاتحاد الإسرائيلي، ويشار إلى أن حملة مقاطعة بوما ليست المرة الأولى، ففي عام 2019، وضع أنصار حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) ضد إسرائيل إعلانات على أحد خطوط مترو أنفاق لندن، داعين إلى مقاطعة شركة بوما الرياضية بسبب رعايتها للمنتخب الوطني الإسرائيلي، وحملت الملصقات شعار شركة بوما مع عبارة “قاطعوا – أعطوا الحذاء لبوما”، بالإضافة إلى صور لجنود إسرائيليين يعتقلون شبانًا فلسطينيين، كما وصفوا شركة بوما بأنها “الراعية الفخورة للفصل العنصري الإسرائيلي”.
زارا تعتذر للفلسطينيين
في غضون ذلك، اعتذرت شركة زارا لبيع الأزياء بالتجزئة عن “سوء الفهم” بشأن حملة إعلانية، عبر الملايين من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين أنها تسخر من غزة وسط الحرب بين إسرائيل وحماس، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أمس الثلاثاء، وبحسب ما ورد قامت الشركة بإزالة الإعلانات، التي تضمنت صورًا لعارضات أزياء يحملن عارضات أزياء في أكياس بيضاء، بعد شكاوى من هيئة مراقبة الإعلانات في المملكة المتحدة ودعوات للمقاطعة.
وفي بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي، أوضحت زارا أن جلسة التصوير كانت تهدف إلى تقديم “سلسلة من الصور لمنحوتات غير مكتملة في استوديو النحاتين وتم إنشاؤها لغرض وحيد هو عرض الملابس المصنوعة يدويًا في سياق فني”، واتهمت شركة الأزياء المعارضين “بأنهم رأوا في الإعلانات شيئًا بعيدًا عما كان مقصودًا عند إنشائها”.
وقد تضخمت حركة المقاطعة ضد إسرائيل منذ بدء الحرب الإجرامية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، وفي جميع أنحاء المنطقة وفي جميع أنحاء العالم، تحول الناس الغاضبون من الهجمات الإسرائيلية ضد العلامات التجارية المرتبطة بإسرائيل وحلفائها، ولا سيما الولايات المتحدة، وقد رافق ذلك دعوات للدول العربية إلى قطع العلاقات مع إسرائيل، في حين تُنظم مسيرات أسبوعية مؤيدة للفلسطينيين ومعادية لإسرائيل في العواصم الكبرى.