حذر رئيس الوفد الروسي في محادثات فيينا حول الأمن العسكري والحد من التسلح، اليوم الخميس، من أن استخدام أوكرانيا لقواعد دول في حلف شمال الأطلسي (ناتو) يعتبر مشاركة للحلف في الصراع، في حين أعرب رئيس مجلس الشيوخ الأميركي عن أمله بالتوصل إلى اتفاق بشأن حزمة مساعدات لأوكرانيا تثير جدلا.
وقال رئيس الوفد الروسي في فيينا كونستانتين غافريلوف، إن إقلاع طائرات إف-16 الأوكرانية من قواعد دول الناتو سيجبر روسيا على الرد، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها يواصلون خلق تهديدات أمنية على الحدود الغربية لروسيا، وفق ما نقله الإعلام الروسي.
واعتبر مصدر عسكري مطلع أن استخدام أوكرانيا لمقاتلات إف-16 “يعد دعاية لا غير”، لأن أنظمة الدفاع الجوي الروسية قادرة على كشفها وتدميرها دون صعوبة.
كما تفسر روسيا إقلاع مقاتلات إف-16 من قواعد غير أوكرانية، بعدم وجود بنية تحتية تدعم إقلاعها من أوكرانيا، لا سيما أن الطيارين الأوكرانيين تدربوا على التحليق بمقاتلات إف-16 من بلدان في حلف الناتو.
في قوائم المطلوبين
على صعيد متصل، أدرجت وزارة الداخلية الروسية اليوم رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريل بودانوف، على قوائم المطلوبين، بموجب مادة من قانون العقوبات لم تحددها.
وذكرت وكالة سبوتنيك أن بودانوف دعا في وقت سابق إلى “قتل جميع المواطنين الروس في أي مكان بالعالم” حتى تحقق بلاده النصر ضد روسيا.
“كييف بوضع صعب”
ومن جهته، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف في مقابلة نشرت أمس الأربعاء أن الجيش الأوكراني يخسر “بسرعة” مواقعه على الجبهة، وأن تراجع الدعم الغربي لكييف يضع قواتها في “وضع صعب”.
وقال بيسكوف إن “الولايات المتحدة تتساءل أين تذهب أموالها، لأنه لا يوجد انتصار أوكراني في ساحة المعركة”، وفق تعبيره.
يأتي ذلك في حين يشهد الكونغرس الأميركي خلافات بشأن حزمة مساعدات جديدة لكييف، وكانت واشنطن قدمت حتى الآن أكثر من 110 مليارات دولار لأوكرانيا.
ويبذل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ما في وسعه لضمان استمرار دعم حلفائه، في حين يخشى أن يكون للتعطيل في الكونغرس الأميركي تأثيرا على المساعدة الأوروبية.
الكونغرس يأمل باتفاق
ومن جانبه، قال رئيس مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر أمس الأربعاء إن هناك أملا بالتوصل إلى اتفاق بشأن حزمة مساعدات لأوكرانيا تثير جدلا كبيرا في الكونغرس، وتعد حاسمة لكييف في حربها مع موسكو.
وأكد شومر استمرار المفاوضات بين الديمقراطيين والجمهوريين وإدارة الرئيس جو بايدن، معتبرا أنها أحرزت تقدما.
ويؤيد الديمقراطيون إقرار الحزمة، ولا يعارض الجمهوريون ذلك، باستثناء عدد من المشرعين المتشددين، الذين يطالبون في المقابل بتشديد سياسة الهجرة في الولايات المتحدة بشكل كبير.
وأمام المشرعين مهلة حتى يوم غد الجمعة فقط، للتوصل إلى حل وسط بشأن الحزمة الجديدة.
يأتي ذلك غداة زيارة زيلينسكي لواشنطن بهدف الضغط على واشنطن المنقسمة بشأن الحزمة التي اقترحها بايدن، وتبلغ قيمتها 61 مليار دولار.