تحدث الشيخ محمود أحمد الأبيدي، إمام وخطيب الجمعة بالأوقاف، عن نداءات القرآن الكريم للرسول صلى الله عليه وسلم، موضحًا أنها جاءت حاملة لأمرين عظيمين.
خطيب الأوقاف يكشف أسرار نداءات القرآن الكريم للرسول
وقال الأبيدي: “النداءات النبوية في القرآن تحمل أمرين، الأول تكريم الله سبحانه وتعالى للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته من بعده وعلو شرفه وقدره ومنزلته، والأخرى إشارات عظيمة وإرشادات كريمة وتوجيهات سامية لحضرة النبي وأمته، حيث إننا مأمورين بتقوى الله جل وعلا والزيادة في الطاعة والإيمان والحرص على تبليغ الرسالة وبناء الوعي والفكر وحب الأوطان سيرا على درب النبي الإنسان”.
ولفت إمام وخطيب الجمعة الأولى من جمادى الآخرة بمسجد فاطمة الزهراء، إلى أنه من ينظر في آيات القرآن الكريم يدرك عظمة التكريم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلم ينادى الحبيب باسمه المجرد كسائر الأنبياء والمرسلين بل ناداه جل وعلا بما يدل على عظم النبوة وشرف الرسالة فقال: “يا أيها النبي، يا أيها الرسول”.
وأشار خطيب الجمعة بالأوقاف تحت عنوان:“نداءات القرآن الكريم للرسول (صلى الله عليه وسلم)” إلى أنه من هذه النداءات النداء الخاص بتكليفه بالرسالة والدعوى والهدى ونور الحق، فقال:” يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا”، كما جاء النداء بأمر النبي بالبلاغ ضامنا له بالحفظ، فقال سبحانه:”يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ، ومنه ما جاء لتسليته وجبر خاطره من إعراض فقال سبحانه:”فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ”.
وأضاف خطيب الجمعة بالأوقاف: من النداءات القرآنية للنبي صلى الله عليه وسلم ما جاء ببعض صفاته تطيبًا لخاطرته ومحاكاة لقلبه:” يا أيها المزمل”، “يا أيها المدثر”، مشددًا أن الصلاة على النبي فيها تطيب الخاطر، وزيادة للرزق، وإطالة في العمر، وتجعلك في معية الرحمن، يقول سبحانه: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”.