أثرت سلسلة من الهجمات التي شنتها أنصار الله أو الحوثيين، بشكل خطير على شريان الحياة الاقتصادي لإسرائيل خلال الصراع المستمر مع حماس في غزة.. وتكثفت تداعيات هذه الهجمات مع إعلان شركتي الشحن الكبرى ميرسك وهاباج لويد، الجمعة، تعليق عملياتهما في البحر الأحمر.
وفي حديث حصري لمجلة نيوزويك، أوضح نصر الدين عامر، نائب وزير الإعلام في جماعة أنصار الله، أن عملياتهم تستهدف على وجه التحديد السفن المتجهة إلى إسرائيل.. وأكد عامر أن السفن التي تتجه إلى خارج إسرائيل لا داعي للقلق، قائلاً: “الهدف من العمليات واضح، وهو إدخال المساعدات والغذاء والدواء إلى غزة”.
ألقى عامر باللوم على إسرائيل والولايات المتحدة في خلق بيئة معادية في البحر الأحمر، وتناول المخاوف التي أثارتها شركات الشحن الدولية العملاقة. وأكد أن المخاوف التي تتجاوز إطارها المقصود قد تكون ناجمة عن التهديدات الإسرائيلية والأمريكية الرامية إلى تحويل البحر الأحمر إلى ساحة حرب.
كان قرار شركتي ميرسك وهاباج لويد بوقف عمليات الشحن في البحر الأحمر بمثابة رد فعل كبير على الحملة البحرية التي شنتها أنصار الله، والتي بدأت قبل شهر. وأعرب بيان صادر عن شركة ميرسك عن قلقها العميق إزاء الوضع الأمني المتصاعد في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن، مشيراً إلى الهجمات الأخيرة على السفن التجارية باعتبارها تهديدات مثيرة للقلق لسلامة البحارة.
وأعلن المتحدث العسكري لجماعة أنصار الله، يحيى سريع، مسؤوليتها عن الهجمات الصاروخية على عدة سفن، زاعمًا أنها كانت متجهة نحو إسرائيل. ودفع الحادث الذي وقع مع شركة ميرسك جبل طارق وسفينتين أخريين شركات الشحن هذه إلى تعليق عملياتها.
تصاعد الوضع أكثر مع تأكيد شركة هاباج لويد وقوع هجوم على سفينتها الجسرة التي ترفع علم ليبيريا. وأعلنت الشركة وقفًا مؤقتًا لجميع حركة سفن الحاويات عبر البحر الأحمر حتى يوم الاثنين على الأقل، مع تعليق القرارات المستقبلية على التطورات الجارية.
ولم تحصل جماعة أنصار الله، التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء منذ عام 2014، على اعتراف دولي كحكومة رسمية في اليمن. ومع ذلك، فإن الجماعة، المدعومة من إيران وسوريا، تواصل ممارسة نفوذها على أكثر من 80% من سكان اليمن. وفي ظل وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة، أعادت الحركة توجيه أسلحتها نحو إسرائيل احتجاجا على الصراع في غزة.
أدانت القيادة المركزية للولايات المتحدة هجمات أنصار الله على الشحن التجاري، مؤكدة على التهديدات التي يشكلها الأمن البحري الدولي. ويضيف تعطيل الوصول التجاري إلى البحر الأحمر طبقة أخرى من الضغوط الاقتصادية على إسرائيل، التي تتصارع بالفعل مع الصراع في غزة والتوترات المتزايدة مع حزب الله على طول حدودها الشمالية.
تواصلت مجلة نيوزويك مع الجيش الإسرائيلي للتعليق على الوضع المتكشف. وأدان منسق الاتصالات الاستراتيجية لمجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، تصرفات الحوثيين، مؤكدا على ضرورة تأمين التدفق الحر للتجارة عبر البحر الأحمر.