في اليوم الـ71 من الحرب الإسرائيلية على غزة، تزايدت الضغوط على قادة الاحتلال بعدما كشف تحقيق أولي عن ملابسات قتل الجيش 3 من المحتجزين الإسرائيليين “بالخطأ”، فيما أعلنت كتائب القسام تنفيذ سلسلة من العمليات ضد القوات المتوغلة وآلياتها من أبرزها استهداف قوة في بيت لاهيا شمالي القطاع.
وخلفت الغارات الإسرائيلية مزيدا من الشهداء والجرحى في أنحاء غزة، من جباليا شمالا إلى رفح جنوبا. وبعد انسحاب قوات الاحتلال من مستشفى كمال عدوان، توالت الشهادات بشأن فظائع ارتكبها الجنود بحق النازحين الذين كانوا بالمستشفى ومحيطه وكذلك المرضى والجرحى.
تحقيق بمقتل الأسرى
أظهر تحقيق أولي أجراه الجيش الإسرائيلي في واقعة قتل جنوده 3 أسرى إسرائيليين بمنطقة الشجاعية شرق مدينة غزة الجمعة، أن الأسرى كانوا يلوحون براية بيضاء وأن أحدهم صاح باللغة العبرية “أنقذونا”، لكن الجنود أطلقوا عليهم النار مخالفين قواعد الاشتباك.
من جانبه، قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في منشور على تليغرام إن “العدو يقامر بحياة جنوده الأسرى”، وإنه “تعمد بالأمس إعدام 3 منهم”. وبثت القسام تسجيلا يتضمن مشاهد لعدد من الأسرى الإسرائيليين الذين قتلوا في غزة وفي نهايته عبارة “الوقت ينفد”.
نحو صفقة جديدة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحفي لقادة مجلس الحرب أن إسرائيل تتواصل مع مصر وقطر بخصوص مفاوضات الإفراج عن “الرهائن”.
جاء ذلك بعدما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة تدرس تقديم مقترح جديد لإطلاق سراح “الرهائن”، كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن القادة يبحثون التوجه نحو صفقة جديدة بعد حادثة مقتل المحتجزين الثلاثة في الشجاعية.
وتتصاعد الضغوط من جانب أهالي الأسرى الذين نظموا مظاهرة جديدة أمام وزارة الدفاع في تل أبيب مطالبين بوقف القتال وبدء التفاوض. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن أعضاء مجلس الحرب سيبحثون إمكانية إبرام صفقة جديدة مع حماس.
مقتل محتجزة أخرى
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تحقق من مقتل محتجزة إسرائيلية أخرى في قطاع غزة وأنه أبلغ عائلتها بذلك.
وقالت إذاعة الجيش إن عنبار هايمان (27 عاما) التي أسرت خلال الحفل الموسيقي قرب مستوطنة رعيم بغلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي قد قتلت، من دون تفاصيل إضافية.
عمليات القسام
أعلنت كتائب القسام استهداف العديد من الدبابات والآليات الإسرائيلية في أنحاء القطاع، كما استهدفت قوة إسرائيلية شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة بعبوات مضادة للأفراد، وقوة أخرى أثناء تفتيشها منزلا غرب بيت لاهيا شمالي القطاع.
وبثت القسام مشاهد لعملية نوعية تم تنفيذها الجمعة، حيث قالت إن مقاتليها قضوا على 10 جنود إسرائيليين في جحر الديك شرق المنطقة الوسطى.
في تلك الأثناء، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن 20 جنديا قتلوا في معارك الشجاعية خلال الأسبوع الأخير فقط. أما الجيش الإسرائيلي فأعلن إصابة 35 جنديا خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة، وقال المتحدث باسمه “إننا نمر بأوقات صعبة ومعقدة وهناك أمور لم نتعرض لها من قبل”.
مستشفى كمال عدوان
قال مراسل الجزيرة إن قوات الاحتلال دهست خيام النازحين بالجرافات في ساحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، قبل أن تنسحب منه.
وقال القيادي بحركة حماس أسامة حمدان إن الجرافات الإسرائيلية دفنت عشرات النازحين والمرضى والجرحى وهم أحياء، داخل المستشفى وفي محيطه، في حين طالبت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة بفتح تحقيق دولي في الشهادات والمعلومات الواردة بشأن دفن الفلسطينيين أحياء في ساحة المستشفى.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء السبت، إنهاء عملياته العسكرية في مستشفى كمال عدوان باعتقال 90 شخصا، وذلك بعد نحو أسبوعين من حصاره للمستشفى، الذي انتهى بكارثة إنسانية وفق تعبير وزارة الصحة بقطاع غزة.
الشهيد سامر أبو دقة
قررت شبكة الجزيرة الإعلامية إحالة ملف جريمة اغتيال الزميل سامر أبو دقة مصور قناة الجزيرة بشكل عاجل إلى المحكمة الجنائية الدولية، وقالت إنها شكلت مجموعة من الخبراء القانونيين لإعداد الملف الذي سيتضمن الاعتداءات المتكررة على طواقم الشبكة العاملة في الأراضي الفلسطينية.
ودُفن صباح السبت جثمان سامر الذي استشهد إثر غارة إسرائيلية استهدفته هو ومراسل الجزيرة وائل الدحدوح في محيط مدرسة فرحانة في خان يونس جنوبي قطاع غزة الجمعة.
اغتيال سيدتين مسيحيتين
قالت البطريركية اللاتينية في القدس إن قناصا من الجيش الإسرائيلي اغتال سيدتين مسيحيتين داخل “رعية العائلة المقدسة” في غزة، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، حيث لجأت غالبية العائلات المسيحية منذ بداية الحرب.
وحسب بيان للبطريركية “استُشهدت ناهدة وابنتها سمر رميا بالرصاص أثناء ذهابهما إلى دير الراهبات”، كما أصيب 7 أشخاص آخرين بالرصاص أثناء محاولتهم مساعدة غيرهم داخل أسوار الدير.
الضفة الغربية
استشهد فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال قرب مدينتي طولكرم والخليل شمال وجنوب الضفة الغربية، ما يرفع حصيلة الضفة إلى 290 شهيدا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
وأعلنت وزارة الصحة استشهاد عزيز عبد الرحيم عزيز خليل (20 عاما) متأثرا بجروح بالبطن في بلدة بيت أمر شمالي الخليل، وقبل ذلك أعلنت استشهاد سليم ناصر سليم حجر (25 عاما) قرب طولكرم.
جبهة لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل أحد جنوده وإصابة اثنين آخرين في مستوطنة مرغليوت قرب الحدود مع لبنان، وأوضح في بيان أن “يحزقيل عزاريا (53 عاما)… سقط خلال نشاط عملياتي”، وهو سابع جندي يقتل على الحدود اللبنانية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا للمعلومات التي سمح الجيش بنشرها.
وجاء إعلان الجيش الإسرائيلي بعدما قال حزب الله اللبناني إنه شن هجوما بطائرة مسيرة انقضاضية على تموضع لجنود الاحتلال خارج ثكنة راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة) ما أدى الى سقوط إصابات مؤكدة بين أفراده.
هجمات الحوثيين
أعلنت جماعة أنصار الله الحوثيين في اليمن استهداف إيلات على البحر الأحمر بطائرات مسيرة، في حين أسقطت مدمرة أميركية 14 مسيّرة أطلقت من مناطق سيطرة الحوثيين، وفق ما أعلنته القيادة الوسطى الأميركية.
في غضون ذلك، أعلنت شركة “سي إم سي جي أم” الفرنسية للنقل البحري تعليق عملياتها لشحن الحاويات عبر البحر الأحمر وقناة السويس، على غرار مجموعتي “ميرسك” الدانماركية و”هاباغ-لويد” الألمانية، في أعقاب هجمات الحوثيين على عدد من السفن.