تفاعل زوار مهرجان البشت الحساوي الذي تنظمه هيئة التراث بقصر إبراهيم التاريخي بالأحساء، مع ركن المعهد الملكي للفنون، وسط إقبال كبير من الزوار من الجنسين ومن مختلف الأعمار.
وقدم مدربون مختصون في المعهد الملكي للفنون، مجموعة من الورش التدريبية اليومية في البشت الحساوي، منها عمل «فصل كتاب، وتفصيل حامل نظارة، وحامل ميدالية»، والتي تقدم يوميًا بواقع كل ساعتين.
تجارب مختلفة
قال سلمان الحمد، مدرب ومختص بخياطة البشوت لأكثر من 40 سنة، إن ركن المعهد الملكي يقدم الورش التدريبية للزوار، ومنها عمل «فصل كتاب وتفصيل حامل نظارة وحامل ميدالية»، من خلال استخدام خيوط البشت ومعمول قيطان البشت بطريقة غرز البشت، وتحويلها لأعمال يدوية أخرى.
وأضاف أن هناك إقبالاً قوياً على ممارسة الشغل في الورش، وهناك تجارب جيدة، خاصة أنها تعتبر بداية التعلم والتي تستقبل فيها من أعمار من 18 عام إلى مالا نهاية.
وأشار إلى أن الهدف من الفكرة هو التجربة وحلم المواصلة بهذه الحرفة، خاصة وأن هناك متدربين على مستوى عالي ويجيدون مثل هذه الأعمال.
الحفاظ على الموروث الثقافي
من جهتهم، عبر عدد من المشاركين في الورش التدريبية عن بالغ شكرهم لهيئة التراث وللمعهد الملكي للفنون، على إتاحة الفرصة للتعلم من خلال إقامة الورش التدريبية المتنوعة والمفيدة.
وقال محمد العامر، زائر متدرب، إنهم تعلموا في ورشة العمل كيف يصنعون من الحياكة اليدوية باستخدام موروث أجدادهم القديم، وهو البشت الحساوي.
وأضاف أن هذه الورش تكللت بالنجاح، ومن خلالها تعلموا كيف كان الحرفيون السابقون وما يقدمون، وكيف كانوا يواسون أنفسهم ويعملون لساعات طويلة من أجل صناعة البشت، وكيف كان يمر بمراحل عديدة.
وقال خليفه أحمد، متدرب: ”أشكر الجميع على إتاحة الفرصة، وكوني ابن الأحساء يهمني أن أكون ملمًا بالشغلات التراثية التي تعكس الصورة النمطية للمنطقة”.
وأوضح أن بعض المجتمعات تستغرب من ارتفاع البشوت، وهم لا يعلمون أنها تصنع بدقة وتفاصيل صعبة ولوقت طويل، لذلك يحق له أن يكون مرتفعاً.
وتأتي هذه الورش التدريبية ضمن فعاليات مهرجان البشت الحساوي، الذي يهدف إلى إبراز هذا الموروث الثقافي الغني، وتعريف الأجيال الجديدة به، وتحفيزهم على المحافظة عليه.