يصوت مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين على مشروع قرار جديد يدعو “لوقف عاجل ودائم للأعمال العسكرية” في غزة، بعد 10 أيام من استخدام واشنطن حق النقض (الفيتو) لإحباط محاولة أولى، وفي ظل مؤشرات على وجود نوع من الاستياء لديها حيال حليفها الإسرائيلي.
وكان التصويت مقررا اليوم عند الساعة (20:00 بتوقيت غرينيتش)، لكن تم تأجيله رسميا إلى الساعة 22:00، مع احتمال تأجيله مرة ثانية، ربما إلى الثلاثاء، للسماح بمواصلة المفاوضات وتفادي مأزق جديد للمجلس، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية.
واستخدمت الولايات المتحدة في التاسع من ديسمبر/كانون الأول الجاري حق النقض ضد مشروع قرار للمجلس يدعو إلى “وقف إنساني فوري لإطلاق النار” في غزة حيث تواصل إسرائيل حملة قصف مدمرة وهجوما بريا واسع النطاق.
وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا غير ملزم بهذا الصدد بغالبية 153 صوتا من أصل الدول الأعضاء الـ193، في حين صوتت 10 دول ضده، وامتنعت 23 عن التصويت.
نص جديد
وبعد هذا التأييد الساحق للقرار، أعلنت الدول العربية طرح نص جديد للتصويت في مجلس الأمن.
ويدعو مشروع القرار الذي طرحته الإمارات إلى “وقف عاجل ودائم للأعمال القتالية للسماح بوصول المساعدة الإنسانية من دون عوائق إلى قطاع غزة”.
ويطالب النص طرفي النزاع بتسهيل دخول وتوزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء قطاع غزة “برا وبحرا وجوا”، كما يؤكد دعم حل الدولتين و”يشدد على أهمية توحيد قطاع غزة والضفة الغربية تحت السلطة الفلسطينية”.
وعلى غرار المسودة السابقة والقرار الذي أقرته الجمعية العامة، لا يذكر النص المطروح حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالاسم، وهو ما تنتقده الولايات المتحدة وإسرائيل على الدوام، مكتفيا بالتنديد بـ”كل الهجمات العشوائية ضد المدنيين و”كل الأعمال الإرهابية”، والمطالبة بالإفراج عن الأسرى.
ويتعرض مجلس الأمن لانتقادات شديدة منذ اندلاع الحرب على غزة، إذ لم ينجح سوى في إصدار قرار واحد في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي يدعو إلى “هدنات وممرات إنسانية”، فيما تم رفض 5 مسودات، منها اثنتان بسبب استخدام واشنطن حق النقض.
تحذير أميركي
ويأتي التصويت على مشروع القرار الجديد بعد أن حذر الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أيام إسرائيل من أنها قد تخسر دعم الأسرة الدولية بسبب قصفها “العشوائي” على قطاع غزة.
ويرى لوي شاربونو من منظمة هيومن رايتس ووتش أن “على الولايات المتحدة دعم هذا الكلام بالتحرك في مجلس الأمن من أجل ممارسة الضغط على إسرائيل والمجموعات المسلحة الفلسطينية لحضها على احترام القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين”.
كما اعتبرت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد اليوم الاثنين “أن أي استخدام لحق النقض سيعني مزيدا من الوفيات ومزيدا من المجاعة ومزيدا من المعاناة” داعية الأميركيين إلى دعم النص”.
يشار إلى أن قرارات مجلس الأمن ملزمة ولو أن عددا من الدول المعنية بها تتجاهلها بانتظام.
ويأتي تصويت اليوم فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ73 على التوالي مخلفا دمارا هائلا وأزمة إنسانية وصحية متفاقمة، وعددا من الشهداء تجاوز 19 ألفا، معظمهم أطفال ونساء، فضلا عن أكثر من 52 ألف مصاب.