تفاعل أكثر من 70 ألف زائر مع فعاليات مهرجان” البشت الحساوي”، الذي تنظمه هيئة التراث في قصر إبراهيم التاريخي في محافظة الأحساء، من خلال تقديم باقة متنوعة من البرامج والأنشطة الثقافية والتراثية، استقطبت شرائح المجتمع من الأسر والعوائل من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج، وذلك منذ انطلاقته الأربعاء الماضي.
وفي قلب مدينة الهفوف، ومع دخول قصر إبراهيم، الذي يفتح أبوابه في الخامسة عصرًا حتى الحادية عشرة مساءً، يصطف مجموعة من الشباب ببشوتهم، مرحبين بالزوار قائلين “حياكم الله في مهرجان البشت الحساوي”.
ويشارك في المهرجان نخبة مميزة من تجار البشوت في السعودية، والبحرين، والإمارات، وقطر، والعراق.
نودار البشوت
ويشهد المهرجان في ساحاته أركانًا متنوعة، أبزرها ركن “نودار البشوت” الذي يحظى بإقبال كثيف، ويقدم فيه الأخوين طلال وأنور الأمير، وهما من تجار البشوت في الأحساء، قطعًا نادرة منها بشت بـ”المعلمة”، وهو شبيه بالبشت الذي صنع في الأحساء، وارتداه الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- خلال رحلته إلى بريطانيا عام 1919.
ويجري في معرض “رحلة البشت” التعرف على مراسم ارتداء البشت في المملكة حسب الألوان والأيام، إذ يلبس البشت الأبيض يوم الجمعة، ويوم السبت البشت الأشقر أو البني، والأحد البشت السكري أو الأصفر، والاثنين البشت العودي، والثلاثاء البشت الأسود، والأربعاء البشت البني الفاتح، والخميس البشت البيج.
قادة وبشت
ويقف الزوار أمام ركن “قادة وبشت” الذي يعرض صور شخصية بالبشت للملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وأبنائه الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبد الله -رحمهم الله- وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
وفي ركن “سوق البشوت” يصطف تجار الأحساء لعرض أنواع وألوان متعددة من البشوت والشالات المصنوعة يدويًا والأخرى المصنوعة آليًا.
فيما تتوزع مجموعة من الأنشطة الحرفية، من أبرزها معرض البشت الحساوي المعاصر، وعروض تأخذ الزوار في رحلة يتعرفون خلالها على تقنيات صناعة البشت الحساوي، وأنواعه، والمواد المستخدمة في حياكته، وخياطته، وأندر أنواعه.
في حين يجذب ركن الحرف التقليدية الزوار بمنتجاته التقليدية والمصنوعة يدويًا، ويشارك “بيت الحرفيين” عبر حرف الخرازة وصناعة العقل وثياب النشل والسديري والطواقي.
ورش عامل
ويشارك الزوار في ورش عمل المعهد الملكي للفنون التقليدية، ويمارسون تحت إشراف خبراء مختصين، صناعة منتجات مبتكرة ومستوحاة من البشت، منها: ورشة عمل أسورة البشت، وورشة عمل حامل نظارة البشت، وعمل ميدالية البشت، وعمل فاصل كتاب البشت.
ويهدف المعهد من خلال مشاركته في المهرجان، إلى “تعزيز القيمة الثقافية للبشت الحساوي، وخلق الوعي لدى الجمهور المحلي والعالمي، وتعليم الحرفة من خلال حرفيين متخصصين”.
في حين ينظم المهرجان ورش عمل مخصصة للأطفال عن الفنون التقليدية لصناعة البشت، كما يقدم مسابقات وجوائز وعروضًا فلكورية تقليدية.
ويتزامن انطلاق المهرجان مع انتهاء أعمال ترميم وتأهيل قصر إبراهيم، وهو أحد المعالم التاريخية في المنطقة، والذي تبلغ مساحته نحو 18200 متر مربع.