استشهد -اليوم الأربعاء- شاب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال في الخليل جنوبي الضفة الغربية بدعوى محاولته تنفيذ عملية دهس، ليرتفع بذلك عدد الشهداء بالضفة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى 303.
كما أصيب واعتقل عدد من الشبان الفلسطينيين في مواجهات أعقبت اقتحام جيش الاحتلال فجرا مدنا وبلدات بالضفة، حيث قال نادي الأسير الفلسطيني إنه جرى اعتقال 25 شخصا، ليرتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة منذ عملية “طوفان الأقصى” إلى 4630 معتقلا.
يأتي ذلك في حين دافع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم عن عنف المستوطنين الإسرائيليين بالضفة الغربية المحتلة، نافيا أن يكون هناك “أي عنف من جانب المستوطنين” على حد زعمه.
شهيد بالخليل
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية -في بيان- إن “الهيئة العامة للشؤون المدنية (جهة التواصل مع الجانب الإسرائيلي) أبلغتها باستشهاد الشاب باسل وجيه المحتسب (28 عاما)، برصاص الاحتلال قرب بلدة سعير شمال الخليل”.
كما قال جيش الاحتلال -في تغريدة على منصة إكس- إن “جنود احتياط من الكتيبة 8106 في الجيش الإسرائيلي قاموا بتحييد فلسطيني حاول تنفيذ هجوم بسيارة عند مفترق بيت عنون”، مؤكدا عدم وقوع إصابات في صفوف قواته.
اقتحامات
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد في وقت سابق بوقوع اشتباكات بين شبان وقوات الاحتلال في بلدة اليامون غرب جنين شمالي الضفة الغربية.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن الجيش الإسرائيلي نفذ عمليات دهم وتفتيش طالت العديد من المنازل في البلدة، كما حاصر منزلا للضغط على شاب لتسليم نفسه، وأصيب 3 شبان فلسطينيين خلال المداهمة.
وفي مدينة الخليل، دهمت قوات الاحتلال منزل الشهيد نصر الله القواسمي ومكثت فيه ساعتين وحفرت جدرانه الداخلية وأخذت قياساتها تمهيدا لهدمه، وفقا لمراسل الجزيرة.
كما اقتحمت كلا من بلدة كفر الديك غرب محافظة سلفيت وبلدة جيوس شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية.
ونشرت منصات محلية فلسطينية مشاهد لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة سلواد شمال مدينة رام الله، كما اقتحمت -مصحوبة بجرافة عسكرية- مدينة طوباس وبلدة طمون شمالي الضفة، ورد المقاومون على الاقتحام بإطلاق الرصاص.
وفي نابلس شمالي الضفة، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة قريوت، وسط إطلاق كثيف لقنابل الصوت والغاز وسط وغربي البلدة.
وشنت قوات الاحتلال حملة مداهمات وتفتيش واسعة لمنازل المواطنين واعتدت عليهم، كما اعتقلت عددا من السكان ونقلتهم إلى أحد المنازل الذي داهمته وحولته إلى مركز توقيف وتحقيق، وصادرت عددا من الجرارات الزراعية.
ونشرت منصات محلية مشاهد من اقتحام قوات الاحتلال بلدة اللبن الشرقية ومخيم بلاطة في نابلس.
عنف المستوطنين
يأتي هذا التصعيد الميداني، في حين دافع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير عن عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية.
وكانت العديد من الدول، بما فيها الولايات المتحدة، طالبت إسرائيل خلال الأشهر الأخيرة باتخاذ تدابير لوقف عنف المستوطنين بعد أن ازداد بشكل ملحوظ وسط مخاوف من أن يؤدي إلى تفجير الأوضاع بالضفة.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن بن غفير، زعيم حزب “القوة اليهودية” اليميني المتطرف، قوله خلال جلسة أسبوعية لتقييم الوضع “إن الشرطة قدمت بيانات واضحة، لا يوجد أي عنف من جانب المستوطنين”. وأضاف “هذه ظاهرة هامشية وهناك انخفاض حاد في تصرفات اليهود ضد العرب”، على حد قوله.
وأشارت هيئة البث إلى أنه عندئذ تدخل مندوب عن مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (لم تسمه) موضحا “نحن على علم ببيانات الشرطة، لكننا تلقينا بيانات أخرى من الجيش ومن جهاز الأمن العام (الشاباك)”.
وأضافت الهيئة: “غضب بن غفير وقال: ماذا تقصد؟ منذ متى يقوم الجيش والشاباك بإجراء مثل هذه التحقيقات ونشر الإحصائيات؟ هناك هيئة واحدة تجمع البيانات عن الجرائم، وهي شرطة إسرائيل”.
ونقلت عن ممثل الشاباك (لم تسمه) قوله “هناك بالفعل تناقض بين بيانات الشرطة وبيانات الجيش، لكننا نعتقد أن بيانات الشرطة لا تعكس جميع الأحداث”.
يشار إلى أنه منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فاقم الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية بالضفة الغربية وزاد وتيرة الاقتحامات والمداهمات للبلدات والمخيمات، مخلفا عشرات الضحايا ومئات المعتقلين، كما زادت هجمات المستوطنين ضد المواطنين الفلسطينيين.