ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اليوم إلى 20 ألف شهيد، وواصل جيش الاحتلال غاراته وقصفه المكثف لمختلف مناطق القطاع، وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن القصف سيتواصل “بنيران هائلة حتى القضاء على حماس”.
وحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ 20 ألف شهيد، منهم 8 آلاف طفل و6200 امرأة، في حين ارتفع عدد الجرحى إلى 52 ألفا و600 جريح.
لا مناطق آمنة
وشهدت مختلف مناطق قطاع غزة غارات وقصفا إسرائيليا مكثفا من جباليا ومدينة غزة شمالا حتى خان يونس ورفح جنوبا، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى.
وسقط عدد من الشهداء والجرحى في قصف إسرائيلي لمنازل في جباليا، لم يعرف عددهم بعد، وجرى انتشال جثامين 70 شهيدا، بعد انسحاب قوات الاحتلال من منطقة الثلاثين في مدينة غزة.
وفي رفح جنوبي قطاع غزة التي زعم الجيش الإسرائيلي أنها آمنة استشهد 12 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في غارات جوية إسرائيلية، وأعلنت وزارة الصحة في غزة انتشال 12 شهيدا وعشرات المصابين بينهم أطفال ونساء من تحت الأنقاض.
وقال مراسل الجزيرة إن قصفا اسرائيليا استهدف منزلين ومسجدا قرب المستشفى الكويتي في رفح. وبينما كان مراسل قناة الجزيرة هاني محمود يقدم معلومات عن القصف الإسرائيلي على القطاع في بث مباشر، سمع دوي انفجار بالمنطقة وبدأت أعمدة الدخان تتصاعد قرب المستشفى الكويتي بمدينة رفح.
وبعد ثوان من الهجوم الأول، وقع ما لا يقل عن 3 غارات جوية أخرى في نفس المنطقة، وأظهرت المشاهد حالة من الذعر وسط المدنيين الفلسطينيين وشوهد أطفال، يركضون يمنة ويسرة وسط أصوات الانفجارات.
وأفاد وشهود عيان في المدينة بوقوع أكثر من 10 غارات جوية متتالية أصابت منازل عدة، وأظهرت لقطات تصاعد أعمدة من الدخان الكثيف وجثثا ملقاة على الأرض وأشخاصا ينادون طلبا للإسعاف وآخرين يحاولون إنقاذ مَن هم تحت الركام.
كما قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم الشابورة في مدينة رفح الحدودية مع مصر والتي يحتشد فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين نزحوا من مناطق شمال القطاع في ظل المعارك.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه “يوسع نطاق عملياته ويعمقها” في خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع، وأنه نفذ أكثر من 300 غارة. وقال إنه نفذ “عمليات برية وجوية وبحرية ضد عشرات الإرهابيين والبنية التحتية الإرهابية” بما في ذلك مواقع إطلاق الصواريخ ومراكز القيادة والسيطرة بخان يونس.
نتنياهو يتعهد باستمرار العدوان
في غضون ذلك، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمواصلة حكومته الحرب على قطاع غزة “حتى النهاية”، وقال في بيان له اليوم “نواصل الحرب حتى النهاية، الحرب ستستمر حتى القضاء على حماس، حتى تحقيق النصر” وفق تعبيره.
وأضاف نتنياهو “من يعتقد أننا سنتوقف واهم ولا علاقة له بالواقع، لن نوقف القتال، إلا بعد أن نحقق جميع الأهداف التي حددناها: القضاء على حماس والإفراج عن مختطفينا وإزالة التهديد الذي تشكله غزة”، وفي إشارة إلى قادة حركة حماس، قال نتنياهو “لديهم خياران فقط: الاستسلام أو الموت”.
وكانت تقارير إسرائيلية أشارت إلى اتصالات لاستكشاف فرص التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية جديدة يتخللها تبادل لإطلاق أسرى إسرائيليين في غزة مقابل فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
في المقابل، ذكر مصدر مقرّب من حماس أن “المدخل الرئيسي لنقاش أي شيء هو وقف شامل لإطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة للدخول في مفاوضات جدية لإنجاز صفقة تبادل أسرى”.
وانتهت مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري هدنة مؤقتة استمرت أسبوعا بين إسرائيل وحركة حماس تم خلالها تبادل أسرى ومحتجزين بين الطرفين، وإدخال مساعدات إغاثية قليلة، وكميات وقود محدودة إلى القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء اليوم 20 ألف شهيد، وارتفع عدد الجرحى إلى 52 ألفا و600، معظمهم أطفال ونساء، كما ألحقت دمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.