أفادت مصادر دبلوماسية للجزيرة بتأجيل التصويت على مشروع قرار بمجلس الأمن لتوسيع نطاق المساعدات إلى قطاع غزة حتى يوم غد بناء على طلب الولايات المتحدة.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تواصل الانخراط بشكل مكثف وبناء مع عدد من الدول لمحاولة حل بعض القضايا المعلقة بشأن قرار مجلس الأمن الخاص بغزة.
وأضاف بلينكن في المؤتمر الصحفي السنوي لنهاية العام، أن واشنطن تؤيد تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأشار إلى أن المسألة الإنسانية كانت النقطة الخلافية، مع إصرار إسرائيل على السيطرة الكاملة على الإمدادات التي تدخل قطاع غزة، وقال إن “الهدف من القرار كما قالت الدول التي قدّمته هو تسهيل إدخال المساعدة الإنسانية إلى غزة وتوسيعها. ونحن نؤيد ذلك تماما”.
وبعد أكثر من أسبوع من المفاوضات وعدة أيام من تأخير التصويت، قال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة غير راضية عن أن مشروع القرار يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة في غزة “للمراقبة الحصرية لجميع شحنات الإغاثة الإنسانية المقدمة إلى غزة برا وبحرا وجوا لتلك الدول التي ليست أطرافا في الصراع”.
وقال دبلوماسيون إن واشنطن قلقة أيضا من الإشارة إلى وقف الأعمال العدائية ومطالبة إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالسماح وتسهيل استخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه لإيصال المساعدات الإنسانية.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) مرتين بالفعل ضد تحرك في مجلس الأمن منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل وقف إطلاق النار ظنا أنه لن يفيد سوى حماس، وتؤيد واشنطن بدلا من ذلك هدنة لحماية المدنيين والسماح بإطلاق سراح المحتجزين لدى حماس.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المكونة من 193 عضوا بوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، إذ صوتت 153 دولة لصالح الخطوة التي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض ضدها في مجلس الأمن قبل أيام.
أول مساعدات مباشرة
وفي سياق متصل، أعلن برنامج الأغذية العالمي، اليوم الأربعاء، إيصال أول قافلة مساعدات مباشرة من الأردن إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، تتضمن 46 شاحنة تحمل 750 طنا من المساعدات الغذائية.
وهذه هي المرة الأولى التي تصل فيها قافلة مساعدات مباشرة من الأردن إلى القطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
والجمعة، صادقت إسرائيل بشكل مؤقت على تفريغ الشاحنات في الطرف الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم مع قطاع غزة، بدلا من إعادتها إلى معبر رفح مع مصر.
ويقع معبر كرم أبو سالم في رفح، عند نقطة الحدود المصرية الفلسطينية الإسرائيلية، وهو مخصص للحركة التجارية بين القطاع وإسرائيل، واستخدم أكثر من مرة كبديل عن معبر رفح.
والجدير بالذكر أن معبر رفح هو الوحيد المفتوح لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد الهدنة التي عقدت بين حماس وإسرائيل لمدة 7 أيام وانتهت مطلع الشهر الجاري.
وتزامنا مع الحرب المدمرة، قطعت إسرائيل عن قطاع غزة كافة إمدادات المياه والغذاء والدواء والكهرباء والوقود عن حوالي 2.3 مليون فلسطيني كانوا يعيشون أصلا في ظروف سيئة للغاية بسبب الحصار المستمر منذ سنوات.