قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس الخميس، إن أكثر من 20 دولة في المجمل وافقت على المشاركة في التحالف الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة لحماية حركة التجارة في البحر الأحمر من هجمات حركة الحوثي اليمنية.
ومع ذلك، فإن العدد الإجمالي الجديد يشير إلى أن 8 على الأقل من الدول التي قررت الانضمام لتلك الجهود ترفض الكشف عن مشاركتها علنا، في إشارة إلى الحساسيات السياسية للعملية مع تصاعد التوترات الإقليمية نتيجة الحرب بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.
وقال اللواء باتريك رايدر “لقد وافقت الآن أكثر من 20 دولة على المشاركة”، موضحا أن اليونان وأستراليا أعلنتا الانضمام، مضيفا “سنسمح بمشاركة دول أخرى، الأمر متروك لها للحديث عن انضمامها”.
وأطلقت الولايات المتحدة عملية “حارس الازدهار” هذا الأسبوع، قائلة حينها، إن أكثر من 12 دولة وافقت على المشاركة في جهد سيشمل دوريات مشتركة في مياه البحر الأحمر بالقرب من اليمن.
وقال رايدر، إن كل دولة ستسهم بما تستطيع، واصفا العملية بأنها “تحالف الراغبين”. وأضاف في مؤتمر صحفي “في بعض الحالات سيشمل ذلك سفنا، وفي حالات أخرى قد يشمل أفرادا، أو أنواعا أخرى من الدعم”.
وتفاقمت الأزمة في البحر الأحمر مع تصاعد الحرب في غزة التي أدت إلى استشهاد ما يقرب من 20 ألف فلسطيني، وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع.
تهديد
وأطلق الحوثيون وحزب الله اللبناني صواريخ على إسرائيل منذ بدء الصراع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل.
في غضون ذلك، كثّف الحوثيون هجماتهم في البحر الأحمر، وهددوا باستهداف جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل، وحذّروا شركات الشحن من التعامل مع المواني الإسرائيلية.
وعطلت الهجمات طريقا تجاريا رئيسا يربط أوروبا وأميركا الشمالية بآسيا عبر قناة السويس، وتسببت في ارتفاع تكاليف شحن الحاويات بشكل حاد، مع سعي الشركات لشحن بضائعها عبر طرق بديلة أطول في كثير من الأحيان.
وتسببت هذه الهجمات في إرباك حركة التجارة العالمية، كما تسببت الهجمات في تقييد مرور السفن عبر قناة السويس التي يمر منها نحو 12% من حركة التجارة العالمية.
وتتمثل أهمية قناة السويس الكبرى في نقل البضائع بين آسيا وأوروبا، لكن خبراء شحن عالميين حذّروا من أن الارتباك قد يعمّ صداه في أنحاء العالم، ما لم تتوفر السفن والحاويات والمعدات الأخرى اللازمة لتغيير مسار البضائع في المسارات والمواني البديلة.
وردّت البحرية الأميركية والبريطانية والفرنسية بإسقاط طائرات مسيرة وصواريخ أطلقها الحوثيون، وهي إجراءات يقول بعض المنتقدين في واشنطن، إنها لا تكفي لثني الحوثيين عن مواصلة هجماتهم.