تناولت وسائل إعلام إسرائيلية الانتقادات الموجهة إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي في إطار عمليته البرية بقطاع غزة، وذلك على خلفية عجزه المستمر عن تحرير المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وترويجه إنجازات تبين أنها على خلاف ما تم إعلانه.
واستنكر نحمان شاي -وهو وزير وناطق بلسان الجيش سابقا- في حديثه للقناة الـ11 عدم تحقيق الجيش إنجازات ملموسة، وقال “ظنت الأغلبية منا أن 3 أشهر مدة طويلة جدا، ولكننا حتى الآن لم ننهِ عملنا في غزة، بل إننا لم نصل إلى منتصف الطريق”.
أما أوفير ديان -التي تعمل في مركز لأبحاث الأمن القومي- فنقلت عن مصادر رفيعة بالجيش أن النفق الذي أعلن الكشف عنه منذ أيام واصطُحب صحفيون لرؤيته هو نفق معروف للجيش منذ 4 سنوات، ليتساءل متحدث آخر في استنكار عن سبب اعتبار الجيش العثور عليه إنجازا.
وفي السياق، ترى جيل شروش -وهي موظفة سابقة كبيرة في الشاباك– أن مصداقية الجيش باتت منعدمة بسبب نقله “الأمور الأقل جودة” من تحقيقه مع المحتجزين المحررين، كما استنكرت اعتبار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أن يحيى السنوار (رئيس حماس في غزة) بات يسمع هدير الطائرات بدل أزيز البنادق دليل نصر.
وبشأن الحديث عن صفقة جديدة للأسرى، نقلت القناة الـ12 عن عضو الكنيست عن حزب الليكود داني دانون قوله إن حماس تصعّب مواقفها بإصرارها على عدم التجاوب مع الحديث عن تحرير المحتجزين دون وقف القتال، مؤكدا استعداد الحكومة لدفع أثمان باهظة من أجل تحرير الأسرى.
في المقابل، يرى الكاتب الصحفي نداف هعتسني أن هدف الحرب هو إنقاذ دولة إسرائيل، وأنه لا بد من عدم الارتباك بشأن هذا الهدف الأساسي، لافتا إلى أن السنوار لا يريد صفقة لتحرير الأسرى وإنما إيقاف هذه الحرب.
أما إيهود باراك رئيس الحكومة ووزير الأمن ورئيس هيئة الأركان السابق فشدد على ضرورة أن يظل هدف تحرير المحتجزين وسحق القدرات العسكرية والسلطوية لحماس على سلّم الأولويات، وأن التخلص من قيادات حماس كالسنوار ومروان عيسى ومحمد الضيف يمكن أن يأتي في مرحلة لاحقة.
من جهته، قال وزير العلوم والتكنولوجيا السابق يزهار شاي إن الدولة ستدفع ثمنا ثقيلا إذا لم يتم تحرير المحتجزين.
وأضاف “يجب أن نأخذ بعين الاعتبار مواطني دولة إسرائيل وشعورهم تجاه الدولة (..)، إذا بقي الـ130 مخطوفا في أيدي هذا العدو القاسي فإن هذا سيسبب لنا بكاء للأجيال القادمة”.