اقتحم جيش الاحتلال عدة مدن وقرى بالضفة الغربية المحتلة، ونفذ حملة اعتقالات ضد المدنيين الفلسطينيين، مما رفع عدد المعتقلين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى نحو 4700 معتقل، وفي إطار ما تتعرض له الضفة المحتلة زادت وتيرة هجمات المستوطنين على المدنيين الفلسطينيين لأكثر من الضعف، وفقا لتقارير دولية.
وبعد عملية اقتحام استمرت أكثر من 6 ساعات انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من مخيم نور شمس، شرقي مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقامت جرافات الاحتلال خلال الاقتحام بتجريف وتدمير بنى تحتية في المخيم وتدمير سيارات المواطنين وعدة منشآت أهلية وحكومية.
كما نشر الاحتلال القناصة على أسطح البنايات المحيطة بالمخيم ومنطقة الأحراش المقابلة له، وداهم عددا من منازل المواطنين، وأجرى عمليات تفتيش واسعة داخله بعد احتجاز ساكنيها في غرفة واحدة وإخضاعهم للاستجواب.
واندلعت عقب ذلك اشتباكات عنيفة بين المقاومة وقوات الاحتلال، تخللها إلقاء عبوات ناسفة بكثافة نحو آليات وجنود الاحتلال.
وكان مراسل الجزيرة قد أفاد باقتحام قوات كبيرة من الجيش وآليات الاحتلال، مصحوبة بعدد من الجرافات، مدينة طولكرم من محورها الغربي باتجاه مخيم نور شمس، وتمركزت على مداخله.
ويعد هذا العدوان الثالث الذي يتعرض له المخيم خلال ديسمبر/كانون الأول الجاري، والثاني خلال أسبوع والذي أسفر وقتها عن استشهاد 5 مواطنين.
اقتحامات واعتقالات
كما اندلعت اشتباكات مسلحة بين قوات الاحتلال ومقاومين، الليلة الماضية وفجر اليوم الأحد، في نابلس، خلال اقتحام واسع للمدينة، واعتقلت شابين قبل انسحابها من المدينة.
وفي بيت لحم اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من عدة اتجاهات، وشرعت بحملة مداهمات وتفتيش، وتصدت لها المقاومة والمواطنون.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 4 مواطنين من محافظة الخليل، بينهم امرأة، في حين اعتقلت 3 فلسطينيين بينهم أسير محرر بعد اقتحام منازلهم في قرى الخليل.
واعتقلت قوات الاحتلال فلسطينيا من قرية برطعة شمال الضفة المحتلة، واقتحمت قريتي الجلمة وعرانة شمال الضفة، وشنت حملة تفتيش وتمشيط واسعة في القريتين.
وطالت حملة الاعتقالات مدينة بيت لحم، حيث اُعتقل فلسطيني يبلغ من العمر (61 عاما) بعد دهم منزله وسط بيت لحم وتفتيشه.
كما اعتقلت قوات الاحتلال أسيرا محررا في إحدى قرى مدينة طولكرم عقب مداهمة منزله.
اعتقالات وإجراءات قمعية
وفي السياق ذاته، ارتفع عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة إلى 4695 منذ معركة طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفقا لتقارير حقوقية.
وتوزعت الاعتقالات في محافظات الخليل وبيت لحم ونابلس وجنين وطولكرم، وتشمل المعطيات من اعتقل وأفرج عنه، أو من بقي رهن الاعتقال.
وفي سياق ذي صلة، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية في عيادة سجن الرملة كثفت خلال الآونة الأخيرة من تضييقها وإجراءاتها القمعية بحق المعتقلين المرضى القابعين هناك، والبالغ عددهم 14 أسيرا.
وأوضحت الهيئة أن “الحالات المرضية في عيادة سجن الرملة هي الأصعب في السجون، فهناك مصابون بالرصاص، ومقعدون، ومصابون بأمراض مزمنة، وأورام خبيثة منذ سنوات، وجميعهم محتجزون بظروف قاسية، إلى جانب ما يتعرضون له من انتهاكات طبية متواصلة تجعل منهم فريسة للأمراض”.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال تعتقل في سجونها أكثر من 800 أسير مريض، من بينهم نحو 250 أسيرا يعانون من أمراض مزمنة، منهم 24 أسيرا يعانون من السرطان، والأورام بدرجات متفاوتة.
تهجير ومستوطنون
كشفت مؤسسات دولية وحقوقية فلسطينية أنه تم تهجير أكثر من ألف فلسطيني من 10 تجمعات خاصة في منطقة الأغوار منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأكدت منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن المستوطنين شنوا أكثر من 170 اعتداء جسديا على الفلسطينيين، وهي إحصائية لا تتضمن حالات المضايقة والتحرش والتعدي والترهيب التي تزيد من الضغط على الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل.
حيث تواجه التجمعات البدوية في منطقة الأغوار صعوبات جمة وتهديدات متزايدة لإفراغ مناطقهم المحاصرة بالمستوطنات، حيث لم يعد بمقدورهم كسب رزقهم المعتمد على الرعي بعد إغلاق الأراضي الرعوية.
ويقول الحاج علي أبو محيسن، وهو مزارع وراعي أغنام، للجزيرة “يحاول المستوطنون بحماية الجيش أن يرحلونا، ولكننا صامدون”.
ويوضح عمار حسن وهو من سكان المنطقة “من بعد 7 أكتوبر ضغطوا علينا أكثر، يدخلوا علينا بالسلاح، ويضربونا حتى الأطفال والنساء لم تسلم منهم” وأشار حسن إلى أنهم يهدفون من وراء ذلك إلى ” أنهم يريدون أن يخرجونا من أرضنا وبيتنا، وصاروا يدخلون بالطائرة المسيرة لداخل البيت تصور كل شيء، ويهددونا بالتهجير”.
وفقا لمؤسسات دولية زاد عنف المستوطنين من 3 اعتداءات يوميا إلى 7 في اليوم الواحد، والأغوار الشمالية مثال لما يحدث.