واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلية شن غاراتها الجوية المدمرة على قطاع غزة، في حين تخوض المقاومة معارك برية ضارية مع جيش الاحتلال في محاور عدة في القطاع المحاصر.
وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق الجيش الإسرائيلي نحو 50 قذيفة مدفعية خلال الساعات الأخيرة على بيت حانون، وسط استمرار القصف الجوي على شمال غزة منذ ساعات الصباح الأولى.
وكان جيش الاحتلال أعلن في وقت سابق من ديسمبر/كانون الأول الجاري سيطرته التامة على بيت حانون، غير أن القصف الإسرائيلي استمر على المنطقة.
وأضاف مراسل الجزيرة أن قوات الاحتلال ألقت عشرات القنابل الدخانية والفسفورية على جباليا البلد ومنطقة الجرن، بالتزامن مع محاولتها التقدم باتجاه جباليا البلد، وسط اشتباكات مع المقاومة وقصف مدفعي كثيف.
واستهدف القصف المدفعي المناطق الشرقية والغربية لبلدة جباليا، في حين أغارت مقاتلات جوية إسرائيلية على منازل في منطقة جباليا البلد، مما أسفر عن سقوط عشرات الفلسطينيين بين شهيد وجريح، إضافة إلى دمار مادي كبير.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طائرة مسيّرة إسرائيلية أطلقت النار، فقتلت طفلا أثناء وقوفه أمام بوابة مستشفى الأمل التابعة للجمعية في خان يونس.
من جهته، قال مدير الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى خليل الدقران للجزيرة إن جيش الاحتلال ينفذ عمليات إعدام ميداني بشكل يومي في أنحاء قطاع غزة.
وفي وقت سابق، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 200 فلسطيني استشهدوا خلال الساعات الـ24 الماضية جراء القصف الإسرائيلي المستمر والعمليات البرية للاحتلال في مناطق عدة داخل القطاع.
معارك شرسة
وفي المقابل، اندلعت اشتباكات شرسة بين الجيش الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية في عدة مناطق في أنحاء القطاع، في وقت تواصل الدبابات الإسرائيلية محاولات توغلها البري وخاصة شمالي قطاع غزة.
واندلعت اشتباكات في حيي التفاح والدرج شرقي مدينة غزة، بعد محاولة جيش الاحتلال التقدم إلى عمق الحيين، حيث تتمركز القوات الإسرائيلية على الأطراف الشرقية لحي التفاح، فيما توجَد قرب الأطراف الغربية لحي الدرج.
وألقت دبابات إسرائيلية قنابل دخانية بكثافة في حي التفاح، في وقت شوهدت فيه طائرات مروحية تحلق في أجواء منطقة الاشتباك.
في المقابل، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) مقتل وإصابة عدد من الجنود الإسرائيليين شمال ووسط قطاع غزة.
وقالت الكتائب، في بيانات متفرقة على منصة تليغرام إن “عناصرها تمكنوا من استهداف قوة إسرائيلية خاصة مكونة من 10 جنود، تحصنوا داخل مبنى في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة”، وأوضحت أن الجنود الإسرائيليين سقطوا بين قتيل وجريح.
كما أعلنت الكتائب أن مقاتليها تمكنوا من قنص 3 جنود إسرائيليين أحدهم برتبة رائد في حي القصاصيب بمخيم جباليا شمال قطاع غزة، وأكدت القسام مقتل 6 جنود وإصابة آخرين.
وفي وقت سابق اليوم الأحد، قالت القسام إن مقاتليها استهدفوا 3 دبابات ميركافا إسرائيلية بمنطقة جباليا شمال قطاع غزة.
وخلال الـ24 ساعة الأخيرة حتى ظهر الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 14 ضابطا وجنديا، وإصابة 44 آخرين.
ويرتفع بذلك مجمل قتلى الجيش الإسرائيلي -المعلن- منذ عملية طوفان الأقصى والحرب على غزة إلى 486 جنديا وضابطا، بينهم 159 قتلوا منذ بدء العملية البرية.
انتهاكات جسيمة
وفي التطورات الإنسانية، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي يواصل استباحة مدارس اتخذها عشرات آلاف النازحين في أنحاء قطاع غزة ملاجئ إيواء.
وأكد أن القوات الإسرائيلية تمارس في مدارس النازحين انتهاكات جسيمة من عمليات تصفية جسدية واعتقالات وتنكيل وترويع للمدنيين.
وأضاف المرصد أنه وثق اقتحام القوات الإسرائيلية اليوم لمدرسة في جباليا، واعتقال الذكور من سن 15 عاما بعد إجبارهم على التعري والبقاء بملابسهم الداخلية.
وشدد على أن القوات الإسرائيلية حولت مراكز الإيواء إلى أهداف مستباحة منذ الأيام الأولى لحربها في القطاع، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية التي جمعها أكدت أن الاستهدافات لم يكن لها مبرر، واستهدفت مدنيين عزل.
وانتشرت صور عدة تثبت اعتقال القوات الإسرائيلية مدنيين من مراكز الإيواء في قطاع غزة، وتجريدهم من ملابسهم وتكديسهم بطرق غير إنسانية في شاحنات، ثم اقتيادهم إلى أماكن غير معروفة.
خطر الموت جوعا
من جهتها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن خطر الموت جوعا أصبح حقيقيا في قطاع غزة.
وأضافت المنظمة الأممية، أن أطفال وأسر غزة يواجهون الآن العنف من الجو، والحرمان من الأرض وسط توقعات أن الأسوأ لم يأت بعد.
كما دعت يونيسيف إلى وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع وآمن ودون عوائق إلى جميع الأطفال والأسر المحتاجة في غزة.
ويعاني النازحون في قطاع غزة من نقص حاد في الماء والغذاء والدواء، وجميع مستلزمات الحياة الأساسية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 20 ألفا و424 شهيدا، و54 ألفا و36 جريحا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.